للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضى الله عنه، وكانت عنده رئاسة وحشمة وكرم نفس، وحسن عقيدة فى فى الفقراء والصالحين، وجده لأمه الوزير شرف الدين الفائزى، وهو من بيت رئاسة ووزارة كابرا عن كابر، وهو الذى اشترى الآثار النبوية على ما يقال بأربعمائة ألف درهم (١)، وهى قطعة من العترة، وبرود، ومخصف، وملقط، وقطعة من قصعة، وجعلها فى المكان المعروف بالمعشوق، انتهت إليه رئاسة عصره بمصر، وكان يتباهى فى المطاعم والملابس والمساكن، وكان كثير الصدقات والتواضع.

قال القاضى شرف الدين بن فضل الله: اجتزت على تربته بالقرافة فرأيت إلى جانبها مكتبا للأيتام وهم يكتبون القرآن فى الألواح، فإذا أرادوا مسحها غسلوا ألواحهم [٣٩٥] وسكبوا ذلك الماء على قبره، فسألت عن ذلك، فقيل لى: هذا شرط الواقف (٢)، وهذا قصد جيد، وعقيدة صحيحة.

وله شعر حسن، فمنه قوله:

لله فى الأحوال لطف جميل … فاغن به عن ذكر قال وقيل

ولا تفارق أبدا بابه … فمنه قد جاء العطاء الجزيل

واشكر على الإنعام فيما مضى … كم أسبل الستر زمانا طويل

وأخيبه المعرض عن بابه … خلّى كريما ثم أم البخيل

فقل لمن عدد أنعامه … كل لسان عند هذا كليل


(١) «شراهم بستين ألف درهم» - فى كنز الدرر ج‍ ٩ ص ١٥٢.
(٢) «وأوقفهم فى وباطه الذى بجسر الأفرم ظاهر مصر على النيل المبارك» - كنز الدرر ج‍ ٩ ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>