للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصله من الشام، ولكنه ولد بمصر، وكان شيخ الحديث بها مدة طويلة، وإليه الوفادة والرحلة من سنين متطاولة، وسمع الكثير ورحل، وطلب، وصنف، وخرّج، واختصر صحيح مسلم، وسنن أبى داود، وله يد طولى فى اللغة، والفقه، والتاريخ، وكان ثقة حجة متحرّزا، زاهدا.

وتوفى فى يوم السبت الرابع من ذى القعدة من هذه السنة بدار الحديث الكاملية، ودفن بالقرافة.

النور أبو بكر محمد (١) بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن رستم الأسعردى، الشاعر المشهور الخليع.

كان القاضى صدر الدين (٢) بن سنىّ الدولة قد أجلسه مع شهود تحت الساعات (٣)، ثم استدعاه الناصر صاحب البلد، وجعله من جلسائه وندمائه، وخلع عليه خلع الأجناد، فانسلخ من هذا الفن إلى غيره، وجمع كتابا سماه الزرجون فى الخلاعة والجنون، وذكر فيه أشياء كثيرة من النظم والنثر فى الخلاعة، ومن شعره:

لذّة العمر خمسة فاقتنيها … من خليع غدا أديبا فقيها

فى نديم وقينة وحبيب … ومدام وسبّ من لام فيها


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، الوافى ج‍ ١ ص ١٨٨ رقم ١١٦، فوات الوفيات ج‍ ٣ ص ٢٧١ رقم ٤٢٢ السلوك ج‍ ١ ص ٤١٤، الذيل على الروضتين ص ١٩٩، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٨٤.
(٢) هو أحمد بن يحيى بن هبة الله، صدر الدين بن سنى الدولة.
(٣) باب الساعات - باب الزيادة: وهو الباب القبلى للجامع الأموى بدمشق - الدارس ج‍ ١ ص ١١٤ هامش (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>