للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أولا مؤدّبا للإمام المستعصم بالله، فلما صارت إليه الخلافة رفعه (١) رفعة عظيمة، وولاه مشيخة الشيوخ ببغداد، وانتظمت إليه أزمة الأمور برهة من الدهر، ثم أنه ذبح بدار الخلافة كما تذبح الشاة، فى هذه السنة، وذلك فى وقعة التتار.

وكان أول ما مثل المستعصم بالله هاذين البيتين، وذلك حين أراد تعليمه فى أول أمره وهما:

ما طار بين الخافقين … أقلّ عقل من معلّم

ولقد دخلنا فى الصناعة … ربّ سلّم ربّ سلّم

الشيخ العابد الزاهد على (٢) الخباز.

كان له أتباع وأصحاب ببغداد، وله زاوية يزار فيها، قتلته التتار، وألقى على مزبلة بباب زاويته ثلاثة أيام حتى أكلت الكلاب من لحمه، ويقال إنه أخبر بذلك عن نفسه فى حياته.

الشيخ العارف أبو الحسن على (٣) بن عبد الله، من ولد الحسن بن على بن أبى طالب، الشاذلى الضرير.

مات بصحراء عيذاب وهو قاصد الحجاز، ودفن بحميثرا (٤) حيث توفى.


(١) «نال» فى الأصل، ومصححة فى الهامش.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: العبر ج‍ ٥ ص ٢٣٣، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٨٠.
(٣) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، العبر ج‍ ٥ ص ٢٣٢ - ٢٣٣، السلوك ج‍ ١ ص ٤١٤، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٧٨.
(٤) حميثرى: منزلة بالقرب من الحد الفاصل بين مصر والسودان جنوب غرب عيذاب، وعلى بعد ١٤٠ كم منها - القاموس الجغرافى ق ١ ج‍ ١ ص ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>