للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان الملك الناصر وقال: صدقت يا محمد، ولكن القائل يقول:

كن جريًا إذا رأيت جبانًا … وجبانًا إذا رأيت جريًّا

لا تقاتل بواحد أهل بيتٍ … فضعيفان يغلبان قّويًّا

وهذه البلاد كلها دارت مع بيبرس ولا يتم لنا الحال إلا بحسن التدبير والمداراة والصبر على الأمور، ثم إنه أنزله في موضع وأحسن إليه، وقال له: استرح اليوم وغدًا، ثم سافر.

فأقام عنده يومين، ثم طلبه الناصر في صبيحة اليوم الثالث وأعطاه جواب الكتب وقال له: سلّم على أبي وقل له: اصبر، ثم خلع على ناصر الدين خُلْعة سَنية وأعطاه ألف دينار مصرية، وخلع على مَعَن النجاب أيضًا وأعطاه ألف درهم، فخرج ناصر الدين والنجاب معه وأسرعا في السير إلى أن وصلا إلى حلب، قيل: إنهما وصلا في ثلاثة أيام، فدخل على أبيه ودفع له كتاب الملك [الناصر] (١)، ففتحه فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، حرم الله تعالى نعمة المقر العالى الأبوي الشمسي ومتعنا بطول حياته، فقد علمنا ما أشار به وما عوّل عليه، وقد علمنا قديمًا وحديثًا [أنه] (٢) لم يزل على هذه الصورة، وأريد منك أن تطول روحك عَلَىّ فهذا الأمر [ما ينال] (٣) بالعجلة، فإنك قد علمت انتظام أمراء مصر والشام في سلك واحد، ولاسيما الأفرم ومن معه من اللئام، فهذه عقدة لا تنحل إلا بالصبر، وإن حضر إليك أحد من جهة المظفر ويطلب (٤) منك اليمين [له] (٥)، فقدّم النيّة بأنك مجبور [و] (٦) مغصوب واحلف، ولا


(١) بالناصر: في الأصل.
(٢) إضافة من النجوم الزاهرة ٨/ ٢٤١.
(٣) ما يقال: في الأصل، والتصويب من النجوم الزاهرة ٨/ ٢٤١.
(٤) وطلب: في النجوم الزاهرة ٨/ ٢٤٢.
(٥) إضافة من النجوم الزاهرة.
(٦) إضافة من النجوم الزاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>