للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الأديب الفاضل سراج الدين عمر (١) بن مسعود الحلبي، المعروف بالمَحَّار.

كان أولًا صانعا يمحر في الكتان، ثم اشتغل بالأدب وفاق فيه، واتصل بخدمة الملك المنصور (٢) صاحب حماة فقرر له جامكية ورتب له راتبًا، واستمر على ذلك إلى حين [توفي] (٣) بدمشق في هذه السنة (٤).

وله نظم رائق لطيف، وموشحات مليحة فائقة، فاق فيها على المغاربة، وكذلك في الأزجال فمن نظمه قصيدته الفائقة التي أولها:

ما بث شكواه لولا مَسَّه الألم … ولا تأوّه لولا شَفَّه السَّقَمُ

ولا توهم أن الدمع مُهْجتُه … أذابها الشوق حتى سال وهو دم

صَبُّ له مدمعُ صَبٌ يُكَفْكِفُه (٥) … فَتَسْتَهِلُّ غَواديه فينسجم (٦)

فطرفه بمياه الدمع في غرقٍ … وقلبه بلهيب الشوق يضطرم

أراد إخفاء ما يلقاه من كمدٍ … حتى لقد عاد بالسلوان يُتهمُ


(١) وله أيضًا ترجمة في: فوات الوفيات ٣/ ١٤٦ رقم ٣٨٠، أعيان العصر ٣/ ٦٦٢ رقم ١٣٠٠، الدرر الكامنة ٣/ ٢٧٠ رقم ٣٠٩٠، النجوم الزاهرة ٩/ ٢٢١، المنهل الصافى ٨/ ٣٢٤ رقم ١٧٦٧.
(٢) هو محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن شاذي بن أيوب، الملك المنصور، المتوفى سنة ٦٨٢ هـ/ ١٢٨٣ م، ينظر عقد الجمان ٢/ ٣١٤.
(٣) إضافة للتوضيح.
(٤) مات سنة ٧١١ هـ أو ٧١٢ هـ: في الدرر الكامنة ٣/ ٢٧١.
(٥) يكفكهـ: في فوات الوفيات ٣/ ١٤٨.
(٦) وتنسجم: في فوات الوفيات ٣/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>