للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انحازوا إليه لما تعذّر عليهم المقام بالشام، وللتناصر على صيانة الإسلام، لا لأنهم أخلصوا له الولاء، أو رضوا له بالاستيلاء.

وقد ثبت المرعى على دمن الثرى … وتبقى حزازات النفوس كماهيا

فاتفق الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى، والأمير سيف الدين أنص الأصفهانى، والأمير سيف الدين [بلبان (١)] الرشيدى، والأمير بدر الدين بكتوت الجوكاندارى، والأمير سيف الدين بيدغان، ومن معهم على قتله، وجعلوا يترصدون له وقتا لإنتهاز فرصتهم، وإمضاء عزيمتهم، فلا يجدون سبيلا إلى ما همّوا بفعله، ولا تمكنّا من الوثوب به وقتله، إلى أن أفضى بهم السير إلى منزلة القصير بطرف الرمل، بينه وبين الصالحيّة مرحلة، وقد سبق الدهليز إلى الصالحيّة وقالوا: متى فاتنا من هذه المنزلة وصل إلى القلعة وأعجزنا مرامه ولم نأمن انتقامه، واتفق أنه انفرد عن المواكب لصيد الأرانب، ساق خلف أرنب عرض له، وهم يرمقونه، فلما رأوه قد بعد عن الأطلاب، قالوا: الآن ندرك الطلاب، وساقوا فى إثره ركضا، وجاءوا يتلو بعضهم فتقدّم إليه أنص الأصبهانى كأنه يشفع عنده فى إصلاح حال الركن بيبرس البندقدارى لأنه أقام فى الخدمة مدّة ولم يعين له عدّه، وخرج إلى الغزاة برمحه، وبذل فيها غاية نصحه، فأجابه المظفر إلى سؤاله ووعده بإصلاح حاله فأهوى إلى يده كأنه يقبلهما، فأمسكها أنص وضبطها، فأيقن المظفر أنه قد ختل وخدع وأن ذلك [٤٣٩] الأمر قد أبرم ووضع، وأراد أن يجذب سيفه ليدفع عن نفسه، فعاجله البندقدارى بالسيف


(١) [] إضافة للتوضيح - السلوك ج‍ ١ ص ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>