للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنفذ العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره، وكيف لا؟ وقد أقام الدولة العباسيّة بعد أن أقعدتها زمانة الزمان، وأذهب (١) ما كان لها من محاسن وإحسان، وعتب (٢) دهرها المسئ لها فأعتب، وأرضى عنها زمانها (٣)، وقد كان صال عليها صولة مغضب، فأعاده لها سلما بعد أن كان عليها حربا، وصرف إليها اهتمامه فرجع كل متضايق (٤) من أمورها واسعا (٥) رحبا، ومنح أمير المؤمنين عند القدوم عليه حنوّا وعطفا، وأظهر له (٦) من الولاء رغبة فى ثواب الله ما لا يخفى، وأبدى من الإهتمام بأمر [الشريعة و] البيعة أمرا (٧) لو رامه غيره لامتنع عليه، ولو تمسك بحبله متمسك لانقطع به [٤٦٥] قبل الوصول إليه، لكن الله [تعالى (٨)] ادخر هذه الحسنة ليثقل بها فى الميزان ثوابه (٩) ويخفف بها يوم القيامة حسابه، والسعيد من خفف حسابه، فهذه منقبة أبى الله إلا أن يخلدها فى صحيفة (١٠) صنعه، ومكرمة قضت لهذا البيت الشريف بجمعه (١١)، بعد أن حصل الإياس من جمعه.


(١) «وأذهبت» فى السلوك، وذيل مرآة الزمان.
(٢) «وأعتب» فى السلوك والروض الزاهر، «واستعتب» فى صبح الأعشى ج‍ ١٠ ص ١١٢.
(٣) «زمنها» فى الروض الزاهر.
(٤) «كل مضيق» فى ذيل مرآة الزمان.
(٥) «واسعا» ساقط من الروض الزاهر.
(٦) «له» ساقط من الروض الزاهر.
(٧) [] إضافة من السلوك وذيل مرآة الزمان.
(٨) [] إضافة من السلوك.
(٩) «ليثقل بها ميزان ثوابه» فى السلوك، وذيل مرآة الزمان، والروض الزاهر.
(١٠) «فى صحف» - فى ذيل مرآة الزمان.
(١١) «قضت لهذا البيت الشريف النبوى بجمع شمله» - فى ذيل مرآة الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>