وولى خطابتها، ثم انتقل عنها إلى الديار المصرية بسب إنكاره على الصالح إسماعيل تسليمه صفد والشقيف إلى الفرنج وغير ذلك، ووافقه الشيخ أبو عمرو بن الحاجب المالكى، فأخرجهما من بلده، فسار أبو عمرو بن الحاجب إلى الناصر دواد صاحب الكرك، فأكرمه، وسار عز الدين إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، فأكرمه وولاه قضاء مصر وخطابة الجامع العتيق، ثم انتزعهما منه وأقره على تدريس الصالحية، فلما حضره الموت أوصى بها للقاضى تاج الدين بن بنت [٤٨٥] الأعز.
وكانت وفاته فى العاشر من جمادى الأولى من هذه السنة، وقد نيف على الثمانين، ودفن من الغد بسفح جبل المقطم، وحضر جنازته الملك الظاهر وخلق من الأئمة.
كمال الدين بن العديم: عمر (١) بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد ابن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبى جرادة ابن عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل العقيلى الحلبى الحنفى، كمال الدين أبو القاسم، الأمير الوزير، الرئيس الكبير.
ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة، وسمع الحديث، وحدث وتفقه، وأفتى ودرس، وصنف، وكان إماما فى فنون كثيرة، وترسّل إلى الخلفاء والملوك
(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، درة الأسلاك ص ٣، النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٢٠٨، العبر ج ٥ ص ٢٦١، المختصر ج ٣ ص ٢١٥، ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ٥١٠، ج ٢ ص ١٧٧، السلوك ج ١ ص ٤٧٦، تاج التراجم ص ٤٨ رقم ١٤٣» فوات الوفيات ج ٣ ص ١٢٦ رقم ٣٧٢، شذرات الذهب ج ٥ ص ٣٠٣.