للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز الدين (١)، وأما البرلى فهو الأمير شمس الدين أقوش البرلى العزيزى، وكان قد حضر إلى الأبواب السلطانية فى أوائل هذه السنة، وقد ذكرنا استيلائه على البيرة، وما اتفق بينه وبين العسكر الذين جردهم السلطان إليه، وكونه كسرهم وسلبهم، وأرسلهم على تلك الحال، فأخذه السلطان بالترغيب والترهيب، وجعل تارة يبسط الآمال، ومرة يضيق عليه الحال، وحينا يتحيل عليه بنوع من الإحتيال، حتى بذل الطاعة، ودخل فيها، فسر السلطان بذلك وأرسل الأمير بدر الدين بكتاش (٢) الفخرى إلى دمشق ليتلقاه، ورتب الإقامات والأنزال بالطرقات له، ولمن معه من الأمراء العزيزية، ولما وصل أعطاه ستين فارسا مضافا إلى البيرة، وأجرى له العطاء من المال والقماش والخلع والبيوتات والخيول وغيرها، وأوسع للذين وصلوا معه على قدر مراتبهم، وقربه وأدناه، واتخذه سميرا ومشيرا وأنيسا ونديما، ثم سأل هو النزول عن البيرة، فأجابه السلطان إلى قبولها منه بعد تكرار سؤاله، وعوضه عنها، ثم قبض عليه فى ثانى يوم دخوله القاهرة من سفر الكرك والطور.

وقال الملك المؤيّد: كان دخول البرلى فى طاعة السلطان فى سنة ستين وستمائة، وكان وصوله إلى القاهرة إلى خدمة السلطان فى ثانى ذى الحجة من سنة ستين


(١) هو أى بك بن عبد الله الدمياطى، الأمير عز الدين، المتوفى سنة ٦٧٦ هـ‍/ ١٢٧٧ م المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ١٣٤ رقم ٥٨٠.
(٢) هو بكتاش بن عبد الله الفخرى، الأمير بدر الدين، المتوفى سنة ٧٠٦ هـ‍/ ١٣٠٦ م - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٣٨٥ رقم ٦٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>