للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شموس، وتجريد المرهفات التى قد حفّت لحاظها الأجفان، وجرت فكّا لمياه واضطرمت فكا لنيران، وتفويق السهام التى قد غدت قسيّها من اتعابنا لها تئن، واعتقال السمهرية التى تقرع الأعداء سنّها ندما كلما قرعت هى السنّ، الى غير ذلك من كلّ غارة شعواء تسئ للكفار الصباح، وتصدم كالجبال وتسير كالرياح، ومنازلات كم استكبت من موجود، وكم استنجزت من نصر موعود، وكم مدينة أضحت لها مدنية ولكن أخرها الله إلى أجل معدود.

وكانت شجرتنا المباركة قد امتدّ منها فرع تفرّسنا فيه (١) الزيادة والنموّ، وتوسمنا منه حسن الجناء المرجوّ، ورأينا أنه الهلال الذى أخذ فى ترقى منازل السعود إلى الإبدار، وإنه سرّنا الذى صادف مكان الاختيار له حسن الاختيار، أردنا أن ننصبه فى منصب أحلنا الله فسيح غرفه، ونشرّفه بما خوّلنا الله من شرفه، وأن تكون يدنا ويده يقتطفان من ثمره، وجيدنا وجيده متحليان بجوهره، وأنا نكون للسّلطنة الشريفة السمع والبصر، وللمملكة المعظمة فى التناوب بالاضاءة الشمس والقمر، وأن تصول الأمّة منا ومنه بخدّين، ويبطشون من أمرنا وأمره بيدين، وأن نربيه على حسن سياسة تحمد الأمة إن شاء [٥٠٦] الله عاقبتها عند الكبر، وتكون الأخلاق الملوكية منتشية (٢) معه ومنتشبة به من الصغر، ونجعل سعى الأمّة حميدا، ونهب لهم منه سلطانا نصيرا، وملكا سعيدا، ونقوى به عضد الدين، ونريش جناح المملكة، وننجح مطالب الأمّة بإيالته، وكيف لا ينجح مطلب يكون فيه بركة.


(١) «فيها» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) «مقتبسة» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>