للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطلقه وأصلح بينه وبين عيسى بن مهنى، وأحمد بن حجى، وتوجهوا إلى بلادهم، فلم يلبث زامل أن توجه إلى هلاون، فأعطاه إقطاعا بالعراق، وعاد إلى مشتاه بالحجاز فنهب من وجد، وحضر إلى أوائل الشام، وراسل السلطان فى طلب العفو، فلم يجبه، وأرسل إليه من أمسكه وأحضره واعتقله.

ومنها: أنه ورد خبر من بلاد المغرب بأنهم انتصروا على الفرنج، وقتلوا منهم خمسة وأربعين ألف مقاتل، وأسروا عشرة آلاف، واسترجعوا ثنتين وثلاثين بلدة منها سرين وأشبيلية وقرطبة ومرسية، وكانت النصرة يوم الجمعة الرابع عشر من رمضان سنة ثنتين وستين وستمائة.

وقال أبو شامة: ورد إلى دمشق كتاب يتضمن أنه ورد إلى القاهرة فى جمادى الآخرة من هذه السنة كتاب من المغرب يتضمن نصر المسلمين على النصارى فى بر الأندلس، ومقدّم المسلمين سلطانهم أبو عبد الله (١) بن أحمر رحمه الله (٢)، وكان الفنس (٣) ملك النصارى قد طلب منه الساحل من طريف إلى الجزيرة ومالقه إلى المرية، فاجتمع المسلمون ولقوهم فكسروهم مرارا، وأخذ أخو الفنس أسيرا، ثم اجتمع العدو فى جمع كثير ونزل على غرناطة فقتل المسلمون منهم مقتلة عظيمة، فجمع من رؤوسهم نحو خمسة وأربعين ألف رأس، فعملوها


(١) هو محمد بن نصر، أبو عبد الله الذى تلقب بالغالب بالله، وحكم غرناطة فى الفترة من ٦٢٩ - ٦٧١ هـ‍/ ١٢٣٢ - ١٢٧٣ م - تاريخ الدول الإسلامية ص ٣٨.
(٢) «بن الأحمر، أيده الله» فى الذيل على الروضتين ص ٢٣٤.
(٣) «النفش» فى الأصل، هنا وفى المواضع التالية، والتصحيح من الذيل على الروضتين، وهو الفونسو العاشر ملك قشتالة وليون، والملقب بألفونسو العالم - انظر معالم تاريخ المغرب والأندلس ص ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>