للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ناحية الكرك (١) لينظر في أحوالها، ولما وصل إلى القاهرة واستقرّ ركابه فيها نظر في أمور الناس.

ثم في ثامن عشر ربيع (٢) الأول نزل السلطان إلى الجامع الأزهر وصلى فيه الجمعة، ولم تكن تقام فيه الجمعة من زمن العبيديين (٣) إلى هذا الحين، وهو أول مسجد وضع بالقاهرة، بناه جوهر القائد، وكان تقام فيه الجمعة إلى أن بنى الحاكم جامعه فحول إليه الجمعة وترك الأزهر (٤)، فأمر السلطان بعمارته وبياضه وإقامة الخطبة فيه، وكان فراغ جوهر القائد من بنائه فى سنة إحدى وستين وثلاثمائة فى خلافة المعز بن المنصور بعد بناء القاهرة بثلاث سنين، ويقال إن به طلسما لا يسكنه عصفور ولا يفرخ به، واستمرت إقامة الجمعة فيه إلى يومنا هذا.

وقال بيبرس في تاريخه (٥): وقد كانت انقطت الخطبة فيه مدة تناهز مائة سنة، فأراد الله إعادتها للإمام الحاكم والملك الظاهر.


(١) الكرك: قلعة حصينة جدا في أطراف الشام، نواحى البلقاء، بين أيلة والقلزم، على سن جبل عال - معجم البلدان.
(٢) «ثامن شهر ربيع الأول» في الروض الزاهر ص ٢٧٧، «وفي ثانى عشر ربيع الأول» فى البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٤٨، «ثامن عشر ربيع الآخر»، فى السلوك ج‍ ١ ص ٥٥٦، ولا يوافق يوم جمعة إلا ما ورد بالمتن وفقا التوفيقات الألهامية، ويؤيده ما ورد في المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ٢٧٥.
(٣) نسبة إلى عبيد الله المهدى أول الخلفاء الفاطميين بالمغرب، وقد سقطت الدولة الفاطمية - بالقاهرة على يد صلاح الدين الأيوبى في أول المحرم سنة ٥٦٧ هـ‍/ ١١٧١ م.
(٤) عن الجامع الأزهر وجامع الحاكم وتحول الخطبة - انظر المواعظ والإعتبار ج‍ ٢. ص ٢٧٣، ٢٧٧.
(٥) يوجد خرم في نسخة زبدة الفكرة ج‍ ٩ الموجودة بين أيدينا من أثناء حوادث سنة ٩٦٣ هـ‍، وحتى ذكر فتوح حصن الأكراد في شعبان سنة ٦٦٩ هـ‍، وذلك فيما بين الورقة ٧١ ب، ٧٢ أ - انظر الجزء الأول من عقد الجمان ص ٤٠٢، وما يلى «ذكر فتح حصن الأكراد» في حوادث سنة ٦٦٩ هـ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>