للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشيخ موفق الدين بن قدامة (١)، وكان يقال إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وقد كان ينظم أشعارا، وبالجملة فلم يكن في وقته مثله في تفننه وديانته وثقته وأمانته، وكان قرأ القرآن بالقراءات على الشيخ علم الدين السخاوى (٢) وصحبه مدة، وقرأ عليه العربيّة، وتفقه على الشيخ تقى الدين بن الصلاح (٣)، وقد كانت وفاته بسبب جماعة ألبوا عليه، وأرسلوا إليه من اغتاله وهو بمنزل له بطواحين الأشنان (٤)، وكان قد اتهم بأمر، الظاهر براءته منه.

وقد قال جماعة من أهل الحديث وغيرهم: إنه كان مظلوما، ولم يزل يكتب في التاريخ حتى وصل إلى رجب من هذه السنة، فذكر [٥٣٦] أنه أصيب بمحنة في منزله بطواحين الأشنان، وكان الذين قتلوه جاؤوه قبل ذلك فضربوه ليموت فلم يمت، فقيل له: ألا تشتكى؟ فلم يفعل، وأنشأ يقول:

قلت لمن قال ألا تشتكى … ما قد جرى فهو عظيم جليل

فقيّض (٥) … الله تعالى لنا

من يأخذ الحقّ ويشفى الغليل

إذا توكلنا عليه كفى … فحسبنا الله ونعم الوكيل


(١) هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسى الشافعى، موفق الدين أبو محمد، المتوفى سنة ٦٢٠ هـ‍/ ١٢٢٣ م - العبر ج‍ ٥ ص ٧٩.
(٢) هو على بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد الهمدانى المقرئ النحوى، علم الدين، السخاوى، المتوفى سنة ٦٤٣ هـ‍/ ١٢٤٥ م - العبر ج‍ ٥ ص ١٧٨.
(٣) هو عثمان بن عبد الرحمن بن موسى الكردى الشهرزورى الموصلى، الشافعى، تقى الدين، أبو عمرو، المتوفى سنة ٦٤٣ هـ‍/ ١٢٤٥ م - العبر ج‍ ٥ ص ١٧٧.
(٤) الطواحين: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين - معجم البلدان.
(٥) «يقيض» في البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>