للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من أعظم الأمراء وأرفعهم منزلة عند الملوك، وهو الذى سلم الشام إلى الملك الناصر يوسف صاحب حلب حين قتل توران شاه بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيّوب بمصر، وهو واقف المدرسة القيمريّة (١) عند مئذنة فيروز، وعمل على بابها سامات لم يسبق إلى مثلها ولا عمل على شكلها، فيقال: إنه غرم عليها أربعين ألف درهم، مات يوم الأحد ثالث عشر ربيع الأول من هذه السنة، وكان موته بالساحل.

بركة خان (٢) بن صاين خان بن دوشى خان بن جنكز خان، ملك التتار ببلاد الشمال، وهو ابن عم هلاون خان.

وكان قد دخل فى بلاد الإسلام كما ذكرناه، وكان بينه وبين السلطان الملك الظاهر صحبة ومودّة، وكان لا يقطع مكاتبته [٥٣٧] ولا مراسلته من الظاهر، وقد وقع بينه وبين هلاون من الحروب ما ذكرناه، وكان يحبّ العلماء والصالحين، ومن أكبر حسناته كسره لهلاون وتفريقه جنوده، وكان أعظم ملوك التتار، وكرسىّ مملكته مدينة صراى، توفى فى هذه السنة ولم يكن له ولد ذكر، فاستقرّ عوضه ابن أخيه منكوتمر (٣) بن طوغان بن دوشى خان بن جنكز خان، وجلس على


(١) المدرسة القيمرية بدمشق - الدارس ج‍ ١ ص ٤٤١ وما بعدها.
(٢) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٣٤٩ رقم ٦٦٠، نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٥٨ - ٣٦١، العبر ج‍ ٥ ص ٢٨٠، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٤٩، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ٢٢٢٢ شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٣١٧، الوافى ج‍ ١٠ ص ١١٧، السلوك ج‍ ١ ص ٥٦١، ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٣٦٤.
(٣) توفى سنة ٦٨١ هـ‍/ ١٢٨٢ م - انظر المنهل الصافى ج‍ ٤ ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>