للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيذرها، واستاقوا مواشيها، وتوجّهوا إلى قلعة بينها وبين الكختا (١) اسمها شرموساك، فزحفوا عليها، وقتلوا رجالها.

ومنها: أنه كان المصاف بين أبغا وبين براق، فكانت الهزيمة على براق وأصحابه، فغنموا وأسروا منهم وقتلوا، ونجا براق بنفسه مع بعض أصحابه، وبراق هذا هو ابن يسنتاى ابن ما ينقان بن خغطاى بن جنكزخان. وقيل: إن أبغا إنما أوقع به بعد الإيقاع بتكدار، لأنه ابن عمه، وكانا قد اتفقا على حربه.

ومنها [٥٥٤] أن يعقوب المرينى (٢) أخذ فى هذه السنة مدينة مراكش، وذلك أنه توجه إليها بمن معه، فجمع أبو دبوس (٣) جماعة عظيمة من العربان والفرنج والموحّدين وغيرهم، فالتقى مع بنى مرين، فكانت الكسرة عليه، فقتل وعلّق رأسه على سور مدينة فاس، واستولى المرينى على مراكش من التاريخ المذكور، ثم تجهّز لفتح البلاد أولا فأولا، وسار إلى جبال الموحدين وهى: سكسيرة، ناروديت، صنجابة، وكراكة، بلاد السوس الأقصى، وأقام بالسوس وبها عرب يقال لهم أولاد ابن حسان، والشامات، فدخلوا فى طاعته، وساروا فى خدمته إلى لمطة (٤)، وهى آخر المعمورة مما يلى شط البحر المحيط، وفتح أولا فأولا، ورتب أحوال البلاد، وقرّر قواعدها، ورجع إلى سجلماسة.


(١) كختا: قلعة قديمة على نهير كختاصو، على مسافة أربعين ميلا جنوب شرق ملطية - زيادة: السلوك ج‍ ١ ص ٥٧٩ هامش (٥).
(٢) هو يعقوب بن عبد الحق بن يوسف المرينى، سلطان المغرب، وسيد آل مرين، توفى سنة ٦٨٥ هـ‍/ ١٢٨٦ م - انظر ما يلى.
(٣) هو إدريس بن عبد الله بن محمد بن يوسف المؤمنى، انظر وفيات سنة ٦٨٨ هـ‍ فيما يلى.
(٤) لمطة: بالفتح ثم السكون: أوض لقبيلة من البربر بأقصى المغرب - يقال للأرض والقبيلة معا لمطة - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>