للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتاهم جيش النبىّ يؤمّهم … ملك الزمان الظاهر الآلاء

بعصائب سود عليها رنكه … أسد يصيد فوارس الهيجاء

عام الفرات إليهم بصواهل … ومناصل وعواسل سمراء

فانفلّ جيشهم وولّى هاربا … قد حاطهم ويل وفرط بلاء

وغدت سيوف المسلمين خصيبة … عند اللقاء من هامهم بدماء

لله يوم بالفرات رأيته … قد مرّ فى ظفر ونصر لواء

ثم الصلاة على النبىّ محمّد … ما مالت الأغصان بالورقاء (١)

وفى يوم الثلاثاء ثالث رجب منها: خلع على جميع الأمراء، ومقدمى الحلقة، وأرباب الدولة، وأعطى كل إنسان ما يليق به من الخيل والذهب والحوائص والثياب، فكان مبلغ ما صرف فى ذلك نحوا من ثلاثمائة ألف دينار.

وفى شعبان: أرسل السلطان إلى منكوتمر بهدايا عظيمة وتحف كثيرة.

وفى يوم الإثنين ثانى عشر شوال: استدعى السلطان شيخه الشيخ خضر الكردى إلى بين يديه فى القلعة وحوقق على أشياء كثيرة ورموه بمنكرات كثيرة، فأمر السلطان عند ذلك باعتقاله فكان آخر العهد (٢) به.

وفى تاريخ النويرى: وكان هذا الشيخ قد بلغ عند الملك الظاهر أرفع منزلة، وانبسطت يده، ونفذ أمره بمصر والشام، وسببه أنه اجتمع بالملك الظاهر قبل أن يملك مصر وأخبره أنه يملك الديار المصريّة، وأخبره بأشياء اتفقت له،


(١) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٧٩ ب.
(٢) كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>