للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرنا عن قريب أنه اعتقله السلطان الملك الظاهر، ومات فى السجن فى هذه السنة، وقيل السلطان أمر بإعدامه، وقيل ابن الحنّا كما ذكرنا، وكان حظيّا عند السلطان جدّا حتى كان ينزل بنفسه إلى زاويته التى بناها له بالحسينيّة فى كل أسبوع مرة أو مرتين، وبنى له عندها جامعا يخطب فيه للجمعة، وكان يعطيه كثيرا، ويطلق له؛ ووقف على زاويته شيئا كثيرا جدا، وكان معظما عند الخاصّ والعام، وكان فيه خير وصلاح، وقد كاشف السلطان بأشياء كثيرة، وقد دخل مرة كنيسة قمامة، فذبح قسّيسها بيده، وأنهب ما فيها لأصحابه، وحولها مدرسة أنفق عليها أموالا كثيرة من بيت المال، وسماها المدرسة الخضراء، وكذلك فعل بكنيسة اليهود بدمشق دخلها ونهب ما فيها، ومدّ بها سماطا، وعمل فيها سماعا، واتخذها مسجدا مدّة، ثم سعوا فى عودها إليهم واستمرارها عليهم، ثم اتفق له ما ذكرناه حتى سجنه السلطان، ومات فى هذه السنة.

الملك المغيث فتح الدين أبو الفتح عمر (١) بن الملك الفائز [٥٨٣] أبى إسحاق إبراهيم بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب الملقب بالمغيث.

مات فى السابع والعشرين من ذى الحجة مسجونا بخزانة البنود (٢) بالقاهرة، وأخرج منها فى يومه، ودفن بتربتهم المجاورة لضريح الإمام الشافعىّ، رحمه الله،


(١) وله أيضا ترجمة فى: زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٨٠ أ/ب، المنهل الصافى.
(٢) خزانة البنسود: من منشآت الدولة الفاطمية لخزن أنواع البنود من الرايات والأعلام، ثم احترقت سنة ٤٦١ هـ‍/ ١٠٦٨ م، وجعلت بعد ذلك حبسا للأمراء والوزراء والأعيان، ثم اتخذها بنو أيوب سجنا، ثم جعلوها منزلا للأسرى من الفرنج - صبح الأعشى ج‍ ٣ ص ٢٥٤، المواعظ والإعتبار ج‍ ١ ص ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>