وحده لا شريك له شهادة حسنة الأوضاع، مليّة بتشريف الألسنة وتكريم الأسماع، ونصلى على سيدنا محمد الذى أعلى الله به الأقدار، وشرف به الموالى والأصهار، وجعل كرمه دارا لهم فى كل دار، وفخره على من استطلعه من المهاجرين والأنصار مشرق الأنوار، صلى الله عليه وعليهم، صلاة زاهية الأثمار، يانعة الثمار، وبعد: فلو كان اتصال كل شئ بحسب المتصل به فى تفضيله، لما استصلح البدر شيئا من المنازل لنزوله، ولا الغيث شيئا من الرياض لهطوله، ولا الذكر الحكيم لسانا من الألسنة لترتيله، ولا الجوهر الثمين شيئا من التيجان لحلوله، لكن الشرف بيت يحلّ به القمر، ونبت يزوره المطر، ولسان يتعوّد يتعوّذ بالآيات والسور، ونضار يتجمّل باللآلى والدّرر، والمترتّب على هذه القاعدة إفاضة نور يستمدّه الوجود، وتقرير أمر يقارن سعد [٦٠٤] الأخبية فيه سعد السعود، وإظهار خطبة بقول الثريّا لانتظام عقدها كيف، وإبراز وصلة تتجمّل بترصيع جوهرها متن السيف، الذى يغبطه على إبداع هذه الجوهريّة كل سيف، ونسج صهارة تتم بها إن شاء الله كل أمر سديد، ويتّفق بها كل توفيق يخلق الأيام وهو جديد، ويختار لها أبرك طالع وكيف لا تكون البركة فى ذلك الطالع وهو السعيد، ذلك بأن المراحم الشريفة السلطانية أرادت أن تخصّ المجلس السّامى الأميرى الكبيرى السيفى بالإحسان المبتكر، وتفرده بالمواهب التى يرهف بها الحدّ المنتضى ويعظم الجد المنتظر، وأن يرفع من قدره بالصهارة مثل ما رفعه صلى الله عليه ومسلم من أبى بكر وعمر، فخطب إليه أسعد البريّة، وأمنع من يحميها السيوف المشرفيّة، وأعز من بسبل عليها ستور الصون الخفيّة، وتضرب دونها خدور