قتلى المغول، فأعظم ذلك وحنق على البرواناه، إذ لم يعلمه بجليّة الحال، وأضمر ذلك فى نفسه، ثم جاء إليه البرواناه وتلقاه، وسار فى خدمته، واتفق فى ذلك الوقت أن أيبك الشيخ قفز من عسكر السلطان وتوجّه إلى أبغا، لأن السلطان كان قد ضربه، فوجد فى نفسه من ذلك، وحضر عنده، وأطلعه على أمر البرواناه، وأنه كان الباعث للملك الظاهر على الحضور إلى بلاد الروم بتكرار كتبه وتواتر رسله، فازداد غيظ أبغا عليه ولا سيّما لما شاهد قتلى [٦١٣] المغول الأكابر، وأن القتلى جميعا من عسكر التتار وليس فيهم أحد من الروميّين، وتحقق عنده مخامرة البرواناة وتخاذل عسكر الروم، فعند ذلك أمر بنهب بلاد الروم من قيسارية إلى أرزنجان، وقتل المسلمين الذين بها، فتفرقت عساكره تنهب وتقتل، وقتلوا من المسلمين خلقا لا يحصّون كثرة، وكان من جملة من قتل القاضى جلال الدين بن الحبيب، ولم يتعرضوا إلى نصارى البلاد، وامتدت غاراتهم مسافة سبعة أيام.
ووكل أبغا بالبرواناه من حيث لم يظهر ذلك له، واستصحب معه السلطان غياث الدين، والصاحب بن خواجا على، ورجع، فلما عبر على قلعة كغويته أمر أبغا البرواناه أن يسلّمها إلى نوابه، فنادى البرواناه نائبه الذى بها ليسلمها إلى أبغا، فأبى وامتنع بها، فرحل أبغا وسار إلى أرزنجان (١) فاشتراها له ملكا واعتدّ بثمنها عن الإثاوة المقرّرة له على بلاد الروم، وسار إلى قلعة كماخ فأمر