للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه أفواما كان الملك الظاهر ألزمهم ببيع نفوسهم له على الكبر، فلم يمكنهم مخالفته ما أمر، فاشتراهم زعم من ورثة مواليهم ومن ادعى أن له النظر عليهم، فكان ممن التف بأصحابه، وانحاز إلى جنابه شمس الدين أقوش، وقطليجا (١) الرومى وسيف الدين قليج (٢) البغدادىّ، وسيف الدين بيجق (٣) البغدادى، وعلم الدين سنجر طردج، وأسد الدين قراصقل، وعز الدين مغان (٤) أمير شكار، وسيف الدين بكتمر السلحدار، وأمثالهم (٥).

ثم أن الملك السعيد مالت به الأهواء وتقلّبت به الآراء، وقدّم الأصاغر على الأكابر، وأقضى الأكابر بقرب الأصاغر، وكان يميل إلى أقرانه ومعاصرى أسنانه، فأمسك الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، والأمير بدر الدين بيسرى، وهما من أكابر الأمراء، وكانا جناحى والده.

فلما قبض عليهما دخل الأمير بدر الدين محمد بن بركه إلى أخته أمّ الملك، الملك السعيد، وقال لها: إن ولدك هذا قد أساء التدبير، واعتمد أسباب التدمير، وأمسك مثل هؤلاء، وعوّل على الصغار الناقصى الآراء، والمصلحة أن تردّيه إلى الصواب لئلا يفسد نظامه وتقصر أيامه (٦)، فبلغ السلطان كلام خاله، فبادر باعتقاله، فقامت والدته عليه وعنّفته [٦٢٦] على سوء فعله، حتى أفرج عن الأمراء


(١) «و» ساقط من زبدة الفكرة.
(٢) «قلج» فى السلوك ج‍ ١ ص ٦٤٣.
(٣) «بيجو» فى السلوك ج‍ ١ ص ٦٤٣.
(٤) «ميغان» فى السلوك ج‍ ١ ص ٦٤٤.
(٥) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٨٨ ب.
(٦) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٨٩ أ، السلوك ج‍ ١ ص ٦٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>