للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقاليد الأمور فى هذه الممالك الشريفة، وأن تستخلفه سلطنة والده - خلّد الله دولته - لمشاهد الأمّة منه فى وقت واحد سلطانا وخليفة، ولاية [و] (١) استخلافا، تسندهما الرّواة، وتترنّم بهما الحداة، وتعيهما الأسماع، وتنطق بهما الأفواه، وتفويضا يعلن لكافة الأمم، ولكل ربّ سيف وقلم، ولكل ذى علم وعلم، بما قاله صلى الله عليه وسلّم لسميّه، رضى الله عنه، حين أولاه من الفخار ما أولاه، من كنت مولاه، فعلىّ مولاه، فلا ملك إقليم إلا وهذا الخطاب يصله ويوصله، ولا زعيم جيش إلا وهذا التفويض يسعه ويشمله، ولا إقليم إلا وكل من به يقبله ويقبّله، ويتمثّل بين يديه ويمتثله، ولا منبر إلا وخطبته تتلو فرقان هذا [٦٦١] التقدّم وترتّله.

وأما الوصايا فقد لقّنا (٢) ولدنا وولىّ عهدنا منها ما انطبع فى صفاء ذهنه وسرت تغذيته فى نماء غصنه، ولا بدّ من لوامع وصايا للتبرك بها فى هذا التقليد الشريف تنير، وجوامع يصير الخبر بها حيث تصير، وودائع تنبئك بها يا ولدنا، أعزّنا الله ببقائك، ولا ينبئك مثل خبير.

فاتق الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وانصر الشرع فإنك إذا نصرته نصرك الله على عدا الدين وعداك، وأفض العدل مخاطبا وكاتبا حتى تستبق إلى الإيعاز به لسانك ويمناك، وامر بالمعروف وأنه عن المنكر عالما أنه ليس يخاطب


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) «فقد أمنا» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>