للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده يكونون من أمرائه، وإن حضروا إلى السلطان يكونون آمنين ولهم الإحسان ولا يؤاخذون، وحضر من عند الأمير علم الدين الدويدارى بنسخة يمين على ما تقرر، فحلف له السلطان عليها، وسأله سنقر الأشقر أن يلقبه بلفظة الملك، فامتنع وكتب له [٦٦٩] تقليد بالبلاد (١) ونعت فيه بالأمير.

وسيّر السلطان الأمير فخر الدين المقرئ، والأمير شمس الدين قراسنقر الجوكندار المنصورى إليه، فحلّفاه وسلّم شيزر وتسلم الشغر وبكاس، وسيّر إليه السلطان من الأوانى والأقمشة والأنعام شيئا كثيرا، وانتظم الإتفاق وانقطع الشقاق (٢).

ومنها: وقوع الصلح مع الملك المسعود بن الملك الظاهر مع السلطان الملك المنصور، وذلك أنه ترددت رسل الملك المسعود من الكرك يطلبون الصلح وزيادة على الكرك، وأن يكون لهم ما كان بيد الملك الناصر داود بن الملك المعظم بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب، فلم يجبه السلطان إلى ذلك ولا إلى الإقامة فى الكرك، بل قال لهم فى جواب كل رسالة: أنا أعطيكم قلعة غير الكرك، فلما تقرّر الصلح مع سنقر الأشقر خافوا الغائلة، وعلموا أنهم لا طاقة لهم بالمقاومة، وكانوا قد تقسمت آراؤهم، وقطعت أطرافهم، وتقاصرت بهم الأحوال والأموال، فأجابوا إلى طاعة السلطان على أنه يبقيهم فى الكرك وأعمالها من الموجب إلى الحسا، فأجابهم السلطان وحلف لهم، والتمسوا شروطا منها: تجهيز الأخوة الذكور


(١) «البلاد» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١١ ب، ١١٢ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>