لله فى حمص مقام قامه … والنار من بين الأسنّة توهج
والناس قد فرّوا فلا متريّث … والخلق قد هربوا فليس معرّج
وهناك من نجد الملائك عصبة … جاءته للنصر المبين تروّج
وهناك خالد قد أجار نزيله … ونزيل خالد ليس ممن يزعج
فئنى العنان وما انثنى حتى بدا … للدين من أمر الأعادى مخرج
ملك به ردّ العدى لو أنهم … مما سبى أولادهم لم ينتجوا
البحر لولا أنه من كفّه … ما كان منه جوهر يستخرج
والصبح لولا أنه من شهيه … ما فات ركض البرق منه يهملج
[٦٧٩]
والليل لولا أنه من دهمه … ما كان بالشهب الثواقب يسرج
والنصر لولا أنه من سيفه … ما كان كرب فى الوجود يفرّج
والروض لولا أنه فى كتبه … ما هبّ فى الآفاق منه تأرّج
والسحب لولا أنها من جوده … ما كان منها كل صدر يثلج
والنار لولا أنها من سخطه … ما أحرق الأعداء منه تأجّج
فلمدحه ما حاكه ذو فكرة … ولرمحه من نثره ما ينسج
يرضيك من فوق السوانح أروع … منه ومن تحت التريكة أبلج (١)
(١) زبدة الفكرة ج ٩ ورقة ١١٨ أ، ب.