للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو المقدم الكرّار فى حومة الوغى … إذا أحجم الأبطال وامتلأ واذعرا

هو الأسد العادى على أنفس العدى … هو القمر الهادى إذا أظلم المسرا

هو القائد الجيش العرمرم خلفه … إلى القان فى موغان يطلبه جهرا

[٦٨٠]

عساكر ملء الأرض من كل وجهة … تجمّعن حتى فات العدّ والحصرا

تخيّل رائيها (١) … القيامة مثّلت

لعينيه فى دنياه والعرض والحشرا

فلم ينج منها الوحش عند إثارة … ولا الطير فى جوّ السماء إذا مرّا

فقل للتتار العادمين عقولهم … نسيتم سيوف الترك تضربكم هبرا

وكم كسّر وكم مرة بعد مرة … فما حصروا القتلى ولا استوعبوا الأسرا

وقد زاركم أبغاء من بعد قتلكم (٢) … فأجرى عليكم من مدامعه جمرا

وأكبر مرأى هاله بسماعه … ففرّ إلى توريز يجعلها ظهرا

ولو حلّ فى غمدان يبغى تحصّنا … لما استطاع أن يقيم فيه ولا فرّا

وأنتم بسيف الدين أخبر فى الوغا … فذلك همام قد أحطتم به خبرا

ولم يخفكم حملاته ولطالما … أذاقكم المرّان من طعنه المرّا

أأنسيتم فى عين جالوت ما جرى … وفى العين قد أجرى دماءكم (٣) نهرا

أما كان فى يوم (٤) … الفرات إليكم

مقدّمة الجيش الذى عبر البحرا


(١) «يخيل رائها» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) «قبلكم» فى زبدة الفكرة، وهو تحريف.
(٣) «أجرا دمائكم» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٤) «فى عوم» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>