للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكن والده وزّر بعد، وإنما كان مرشّحا لذلك، فلما وصل إلى صاحب حماة تلقّاه بالإجلال وإجابة السّؤال، وجهّز ابنته بما يليق بمثلها.

فسمت نفس الأمير فارس الدين، وعلت رتبته، وكثرت أتباعه وشيعته على البحريّة وغيرهم من الخوشداشيّة بالإقطاعات والصلات والإطلاقات، وكانوا لا يعبأون بالملك المعزّ، ولا يلبّسونه ثوب عزّ؛ بل يهضمون جانبه، ويعطّلون مراسمه ومآربه، وينتقصون حرمته، ويغضون منه، وهو يسرّ ذلك كلّه ويخفيه، ويضمره فى نفسه ولا يبديه، وأعمل الحيلة على قتل الأمير فارس الدين أقطاى لأنه الرأس، وإذا قتله لا يثبت بنيان البحرية بغير أساس، فانقضت هذه السنة وهم على هذه الحال، والبحريّة منهمكون على اللّذات والصيد، والمعزّ ينصب لهم حبائل الكيد.

وفيها قدّم (١) فى الجيش المصرىّ بالفرنج، ووعدوهم أن يسلّموا إليهم بيت المقدس إن نصروهم على الشاميّين، وكان قد اشتدّت الحرب بينهم ونشبت، ودخل الشيخ نجم الدين البادرائى رسول الخليفة بينهم وأصلحهم.

وقال السبط: وقدم الشيخ البادرائى والنظام بن المولى (٢) القاهرة، وحلّفا الملك المعزّ والأمراء، وخلّصا الأمراء المعظم وأخاه النصرة (٣)، وابن صاحب


(١) «قدما» فى الأصل.
(٢) هو نظام الدين أبو عبد الله محمد بن المولى الحلبى، كاتب الإنشاء بحلب - السلوك ج‍ ١ ص ٣٨٥.
(٣) «المعظم تورانشاه بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأخاه نصرة الدين» - السلوك ج‍ ١ ص ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>