للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: إلى الجديدة، ثم إلى الكيل، ثم إلى المدائن، ثم إلى بغداد، ومن بغداد سلكوا الجادّة المسلوكة إلى الشام، ثم إلى مصر (١).

ومنها: أن فى هذه السنة توجّه الملكان الصالح والأشرف ولدا مولانا السلطان الملك المنصور إلى جهة العبّاسة، فرمى الصالح كركيّا (٢) بالبندق، وادعى لصاحب حماة (٣)، وأرسله إلى المذكور صحبة الركن بيبرس الفارقانى، وذلك لأنه (٤) كان كبيرا فى البندق، وكان قدمته (٥) صالحيّة بخميّة، فاستبشر بذلك، وقال ما أعظم هذه المنايح وأنا غلام من صالح إلى صالح، وضربت البشائر بحماة أياما، وبالغ فى التهانى إجلالا وإعظاما، وأوسع للرسول الحامل للطير إكراما، وجهز النقادم من القسىّ المذهبة والجراوات المزركشة والبنادق المصنوعة من الذهب، والخلعة الغيار المعلمة.


(١) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٤٣ أ - ١٤٣ ب.
وقد اتبع رسول سبلان هذا الطريق ليتجنب المرور بسواحل اليمن.
(٢) «كيا» فى تشريف الأيام والعصور ص ٥٣.
الكركى - كراكى: طائر البجعة، وهى من طيور الشتاء، ومن الطيور التى يعبر عنها: «طير الواجب»، ويفخر بصيدها رماة البندق - صبح الأعشى ج‍ ٢ ص ٦٣ - ٦٤.
(٣) ادعى لصاحب لحماة: أى انتسب له فى رمى البندق.
وصاحب حماة فى ذلك الوقت هو الملك منصور محمد، المتوفى سنة ٦٨٢ هـ‍ - انظر ما يلى فى وفيات السنة.
(٤) «أنه» فى زبدة الفكرة.
(٥) قدمة - قدمات: رسائل تشتمل على حال الرمى بالبندق، وأحوال الرماء، وأسماء طير الواجب، واصطلاح الرماء وشروطهم - صبح الأعشى ج‍ ١٤ ص ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>