للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن السلطان أمر لنائب حلب بالإغارة على جهة بلد الأرمن، فسيّر جماعة مقدمهم الأمير سيف الدين بلبان الشمسى إلى الثنيات، فنزلوا عليها ونازلوها، ورموا بالمنجنيقات، وأحرقوا برجا من أبراجها، وبدنة من أسوارها، فصاح أهلها الأمان، وطلبوا من يتحدث معهم، فتوجّه اثنان من الحلقة الحلبية، وتحدّثا معهم بتقرير الحال على أن يقوموا بسبعة عشر ألف درهم برسم تطابيق الخيول، وعجلوا منها ألفى درهم، وأحضروا رهينة على بقية المبلغ، وبينماهم يتحدثون (١) حضر قراغول التتار المجردين بالبلاد، وكان مقدمهم سيف الدين جنغلى ابن البابا إلى جبل ليسون، طالب فرصة، وأرسل جماعة من القراغول فتوقع (٢) عليهم اليزك الإسلامىّ وجها لوجه، واقتتلوا، فقتل أكثر التتار، وأمسك منهم ستة أنفار، واستشهد الأمير شهاب الدين حيدر، ثم عاد العسكر من هذه الغارة وقد حرقوا قلعة التينى، فلم يتمكن الأرمن من الإقامة بها بعد ذلك (٣).

ومنها: أن فى العشر الأول من شعبان جاء سيل عظيم بدمشق، والسلطان الملك المنصور بها، وأخذ ما مرّ به من العمارات وغيرها، واقتلع الأشجار، وأهلك الحيوان، [و] (٤) الكثير من الناس، والخيل والجمال، وذهبت بما لا يحصى من الأقمشة والعدد والخيم والأموال، وكان السلطان قد أمر بالخروج من دمشق إلى


(١) «وبينما هم فى المفاوضة» فى زبدة الفكرة.
(٢) «فوفع» فى زبدة الفكرة.
(٣) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٤٦ ب.
(٤) [] إضافة تتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>