للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صحبة البريديّة بحصول المقصود، والإذعان إلى الوفود، فإنّ الأمر بقى متوقفا على على مجئ أحد من خاصّة السلطان بخاتم الأمان.

قال بيبرس فى تاريخه: فندبنى السلطان إليهم، ومعى أمانه الشريف، فسرت على البريد إلى الكرك، فاجتمعت بالأمير حسام الدين، فأعلمهما «بحضورى، فدخلت إليهما بالأمان، وأبلغتهما رسالة السلطان (١)» بمواعيد الإحسان، فطابت قلوبهما، (٢) وانشرحت صدورهما، واطمأنّت خواطرهما، ونزلا من الكرك إلى الأمير حسام الدين، فتلقّاهما بالإجلال والإعظام، وركب صبيحة ذلك اليوم إلى الصيد وركبا معه معا، وتصيّدنا يومنا ذلك، وعدنا إلى الوطاق، ورتّب الأمير حسام الدين الأمير عزّ الدين أيبك الموصلى المنصورى فى نيابة السلطنة بالكرك، فإنه كان نائبا فى الشوبك منذ تسلّمها السلطان، وحضر إلى الأمير حسام الدين عند نزوله على الكرك، ووقف بين يديه إلى أن سلمت إليه، فرتّبه فيها ورتّب فى ولاية القلعة الأمير بدر الدين بكتوت العلائى، وفى ولاية المدينة الأمير عزّ الدين أيبك النجمى، وكان السلطان قد عينّهما، وخلع المشار إليه عليهم، وعلى رجال القلعة، ومقدمى المدينة، وأمراء العربان، ورتّب أحوالها، ورحل عائدا إلى الديار المصريّة، وولدا الملك الظاهر صحبته.

قال بيبرس: فلما وصلا إلى قريب القلعة ركب السلطان والعساكر والأمراء فى موكب حفل وتلقاهما، وأقبل عليهما، وأطلعهما القلعة، ولم يعرض [٧٠٦]


(١) «» مكرر فى هامش الأصل.
(٢) بداية سقط من نسخة زبدة الفكرة ج‍ ٩ التى بين أيدينا فيما بين الورقة ١٥٦ ب، ١٥٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>