أما المصدر الأساسى الثانى الذى اعتمد عليه العينى فى هذا الجزء من كتابه فهو كتاب «نزهة الناظر فى دولتى المنصور والناصر» لمؤلفه موسى بن محمد بن يحيى اليوسفى، أحد أجناد الحلقة، والمتوفى سنة ٧٥٩ هـ/ ١٣٥٨ م.
ونلاحظ أن العينى كان حريصا على أن ينقل الروايات والأحداث التى شاهدها اليوسفى بنفسه أو استقى معلوماته عنها من المشاركين فى الأحداث، كما حرص العينى على إثبات ذلك توثيقا لما يورده من روايات وأحداث.
وأول نص ينقله العينى عن نزهة الناظر فى أوائل سلطنة الأشرف خليل ويتحدث فيه اليوسفى عن السبب فى مسك طرنطاى، وذلك فى حوادث سنة ٦٨٩ هـ، وبعد وفاة المنصور قلاوون، رغم أن عنوان الكتاب كما أورده العينى هو «نزهة الناظر فى دولتى المنصور والناصر»، ويبدو أن العينى وجد أن ما أورده اليوسفى عن دولة المنصور إنما نقله من مصادر أخرى، ولم يكن اليوسفى مشاركا فى الأحداث أو شاهد عيان، وبدأ يعتمد عليه فى الأجزاء التى تلت أخبار وفاة المنصور قلاوون.
ومن الأمثلة التى تدل على حرص العينى فى هذا المجال ما يذكره مثل:
«وقال صاحب نزهة الناظر: أخبرنى جماعة منهم» أو «قال صاحب نزهة الناظر: أخبرنى علم الدين الطيبرسى» أو «قال صاحب نزهة الناظر ذكرلى زردكاش بيدرا» … الخ.
وابتداء من حوادث سنة ٦٩٢ هـ نجد أن العينى ينقل عن اليوسفى باعتباره شاهد عيان، ويحرص العينى على إثبات ذلك فيقول:«قال صاحب التاريخ:
ورأيته فى ذلك اليوم» أو «وقال صاحب التاريخ: كنت فى ذلك اليوم مع والدى أشاهد ما وقع» أو «قال: وقد خرجت مع والدى صحبة العسكر