للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك من العشر الأخير من شوال إلى العشر الأول من ذى القعدة وألمه يتزايد، وكان الأمراء يدخلون عليه، ويقعدون عنده (١) فلما زاد ألمه منع الأمير طرنطاى (٢) - أتابك العساكر - الأمراء من الدخول عليه، فصار يدخل عليه بمفرده (٣) ويخرج بالسلام للأمراء، فلما قوى به المرض [٣] اجتمع كبار مماليكه الأمراء مثل كتبغا وأيبك الخازندار وغيرهما عند الأمير طرنطاى، وأفاضوا بينهم الأمر «والرأى وقالوا لطرنطاى: أنت تعلم (٤)» أمرك مع الأشرف، وبغضه فيك، والأمر صائر إليه، والسلطان «ما بقى فيه رجوة، وتعلم (٥)» أيضا ما بينك وبين الشجاعى من البغضاء، وهو قاتلك بلا محالة «وينجر الأمر إلينا، وما يخّلى منا (٦)» أحدا، فخذ لنفسك قبل استحكام الأمر، فسكت ساعة، وقال: والله «العظيم لا يسمع أنى خنت (٧)» أستاذى، ولا ولده من بعده، ولا عملت فتنة «بين المسلمين، وإذا صار (٨)» الأمر إليه، فإن رضينى كنت مملوكه، وإن قتلنى كنت مظلوما، وكل مقضى كائن (٩).


(١) «ويقعدون عنده» فى هامش الورقة، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) هو طرنطاى بن عبد الله المنصورى، حسام الدين، أبو سعيد، قتله الأشرف خليل بعد سلطنته - انظر ما يلى.
(٣) «منع الأمير طرنطاى الأمراء من الدخول عليه، حتى ولده الأشرف» - بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٦٠.
(٤ و ٥ و ٦ و ٧ و ٨) «» موضع ثقب بالمخطوط، والمثبت من الجوهر الثمين ص ٣٠٣ - ٣٠٤.
(٩) انظر ما ورد أيضا فى بدائع الزهور ج‍ ١ ق ١ ص ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>