للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبطل مظالم كثيرة منها: زكاة الدولة (١)، كانت تؤخذ من كل من كان عرف عنده مال الزكاة، ولو هلك ماله، أو مات، تؤخذ من ورثته بالضرب والحبس. ومنها ما كان يؤخذ من أهل الذمة عن كل واحد دينار - غير الجالية (٢) - برسم نفقات الجند، فأبطله. ومنها ما كان يؤخذ من التجار عند سفر العسكر للغزاة عن كل تاجر دينار، فأبطله. ومنها ما كان يجبى من الناس على قدر معايشهم إذا حضر مبشر بأخذ حصن أو بنصرة المسلمين، فأبطله.

ورثاه جماعة من الشعراء، فقال بعضهم أبياتا يرثيه بصدورها ويهنّئ ولده الأشرف بأعجازها:

إن أوجع الدهر القلوب وأحزنا … فلقد تدارك بالمسرّة والهنا

خطب عظيم جاءنا من بعده … فرح أزال صباحه ظلم العنا (٣)

بمنية المنصور شاهدنا الرّدى … لكن شهدنا فى ابنه كلّ المنى


(١) «زكاة الدولبة» فى الأصل، والتصحيح من المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ١٠٦، حيث ورد فيه:
«ولما ولى الملك المنصور سيف الدين قلاون الألفى مملكة مصر أبطل زكاة الدولة، وهو ما كان يؤخذ من الرجل عن زكاة ماله أيدا ولو عدم منه وإذا مات يؤخذ من ورثته».
وورد فى بدائع الزهور «أن كانت وظيفة قديمة تسمى ناظر الزكوات، كان يؤخذ ممن له مال زكاته فى كل ستة، حسبما تقرر عليه فى الدفاتر القديمة، فإن مات صاحب المال أو عدم ماله يؤخذ ما تقرر عليه فى الدفاتر من أولاده وأولاد أولاده أو أقاربه، ولو بقى منهم واحد» - بدائع الزهور: ج‍ ١ ق ١ ص ٣٦٣.
(٢) الجالية: وجمعها جوالى: هى ما يؤخذ من أهل الذمة من الجزية المقررة على رقابهم فى كل سنة - صبح الأعشى - ج‍ ٣ ص ٤٦٣ - ٤٦٤.
(٣) «أزال صباحه ترح عنا» فى التحفة الملوكية ص ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>