للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مماليك والده لهم العمال والنواب بالأعمال، فأطاعوه جميعا، فكانوا دعائم بنيانه، وقواعد أركانه.

وكان جلوسه فى السلطنة فى سابع ذى القعدة من هذه السنة، وكان صبيحة وفاة والده يوم الأحد، ودخلت عليه الأمراء، وقبّلوا الأرض بين يديه، ثم استحلفهم جميعا، ووقف الأمير حسام الدين طرنطاى مع الأمراء (١)، فطلبه وقرّبة، وطيب خاطره، واستقرّبه على نيابته، وخلع عليه، وخلع على الشجاعى وولاّه الوزارة.

وقيل: إن الشجاعى تولى الوزارة فى سابع عشر ذى الحجة.

وأرسل البرد إلى البلاد والأقاليم بوفاة والده، واستقراره فى دست المملكة، وخلع على سائر الأمراء والمقدمين وأعيان الدولة، وركب بشعار السلطنة (٢) يوم الجمعة الثانى عشر من ذى القعدة، والعساكر فى خدمته، من القلعة إلى الميدان الأسود (٣)، ثم طلع إلى تخته (٤) مسرورا.

ثم أرسل وراء الخليفة الحاكم، وأرسل له مركوبا وخلعة، فلبس وركب المركوب من موضعه، وكان ساكنا فى البرج (٥)، ومشى الأمراء والقضاة فى خدمته


(١) «فى غير منزلة النيابة» - الجوهر الثمين ص ٣١٥.
(٢) شعار السلطنة: ويقصد به أنواع الملابس والأدوات والترتيبات التى كان يظهر بها السلطان فى المواكب. ومنها: الغاشية، والمظلة، والرقبة، والجفنة، والأعلام، والسناجق. صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٧، ٨ وانظر وصفا لموكب السلطنة فى المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٢٠٩.
(٣) الميدان الأسود: تحت القلعة بالقرب من سوق الخيل - السلوك ج‍ ١ ص ٧٥٦.
(٤) التخت: هو سرير الملك، ويقال له: تخت الملك، وهو منبر من رخام بصدر إيوان السلطان الذى يجلس فيه، ومجلس عليه السلطان فى يوم مهم - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٦، ٧.
(٥) انظر ما يلى ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>