للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لوالده أنفق فيها أموالا كثيرة، فنزل بنفسه وفرق فى الفقهاء والقراء من جميع أهل المدارس والزوايا والربط خمسة وأربعين ألف درهم وألف قميص.

وفى أوائل العشر الأول (١) من المحرم ورد شمس الدين بن سلعوس من مكة، وقد ذكرنا أن الأشرف كان أرسل إليه نجابا يستدعيه، فحضر فى هذا [١٦] التاريخ، وولاه الوزارة (٢).

والسبب إلى وصول هذا للأشرف واتصاله بالأمور التى لم يصلها متعمم قبله من أبناء جنسه فى الوزارة أن أباه كان رجلا تاجرا فى متجر القماش، توفى وورث منه مالا جزيلا، وشرع يصحب للصاحب تقى الدين توبة ناظر الشام ويتردد إليه إلى أن حصل أخذ المرقب، ودخل التقى إلى مصر صحبة السلطان المنصور، فدخل معه ابن سلعوس هذا، فرأى مصر وجندها وأمراءها (٣)، فأعجبه ذلك، وقال للتقى: أشتهى أن أكون مباشرا عند أحد من الأمراء ممن له تعلق فى دمشق، واتفق أن فخر الدين ابن الخليلى كان فى ذلك الوقت ناظر ديوان الأشرف، فسأل التقى توبة أن يحصل له شخصا من أهل دمشق يباشر ديوان الأشرف فى دمشق، فقال له: إن ههنا شخصا من دمشق، وهو صاحب مال جزيل من بيت كبير، فأحضره إليه، ودخلوا به إلى الأشرف، وتحدث معه التقى فى أمره، فقبله وخلع عليه، وولاه أمر ديوانه، ثم إنه عند وصوله إلى دمشق جهز للأشرف تقدمة هائلة، ثم لم تزل هداياه متواردة متوالية، واتفق


(١) «يوم الثلاثاء العشرين من المحرم» فى كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣٠٩.
(٢) «وكان الأمير سنجر الشجاعى قد تحدث فى الوزارة منذ تسلطن الأشرف، من غير أن يخلع عليه، ولا كتب له تقليدا» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٦١ أنظر ما سبق ص ٢٤.
(٣) «وأمرائها» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>