للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم أميرا يسمى سنقر يعرف بالمسّاح (١)، وأمره أن يركب كل يوم بالعسكر إلى مقابل حصن عكا، ويحفظوا الساحل والتجار خشية من أهل عكا، فإنهم كانوا قد نقضوا الهدنة بينهم وبين السلطان، وتعرضوا للسفارة من التجار وغيرهم، وكان يجرى بينه وبين أهل عكا كل وقت حروب ووقائع، وهو ينتصر عليهم، فوشى به الواشى إلى الأشرف بأنه كان منتميا إلى طرنطاى، وكان الأمير بدر الدين بكتوت العلائى مجردا على حمص، قد كان المنصور جرده مع جماعة من الأمراء، فأرسل إليه الأشرف أن يحضر ويجعل طريقه على جينين، ويحتال على قبض المسّاح، ويسيّره إلى سجن صفد، ثم يحضر إلى مصر وصحبته الأمراء، وكان العلائى هذا له خدمة سابقة مع الأشرف فى حياة والده، فلما وصل إليه الخبر ركب بمن معه إلى أن وصل دمشق، ثم خرج منها إلى أن وصل إلى جينين وسمع به المسّاح، فركب إلى لقائه مع الأمراء الذين معه وتلقوه، ولما نزلوا قدم طعام فأكلوا، وخرجت الأمراء وبقى المساح، فأخرج إليه العلائى مرسوم الأشرف وقرأه عليه، وتقدمت مماليكه وأخذوا سيفه، وأركبه من وقته على خيل البريد وصحبته أميران، فأوصلاه إلى سجن صفد، ثم رحل العلائى بمن معه إلى أن وصل إلى مصر، فحضر بين يدى الأشرف وأكرمه وغير اقطاعه، وكان ذلك فى أوائل صفر.

وفى سابع صفر قبض الأشرف على الأمير سنقر الأشقر، وسيف الدين برمك الناصرى، وأفرج عن الأمير زين الدين كتبغا، وكان قد مسك مع طرنطاى كما ذكرناه، وردّ عليه اقطاعه، ثم شرعوا فى الخروج إلى جهة عكا.


(١) «الأمير شمس الدين سنقر المساح» فى السلوك ج‍ ١ ص ٧٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>