للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة وخواصّها، وعقدت له قبة على العمد، وبقى مجلسا للسلطان ولمن بعده من ملوك الزمان مشرفا على سوق الخيل والميدان الأسود وغيرهما (١).

وفى أوائل هذه السنة تكملت عمارة قلعة حلب، وكان قرا سنقر شرع فى عمارتها فى أيام الملك المنصور فتمت فى أيام الأشرف، وكتب عليها اسمه، وكان قد خربها هلاون لما استولى على حلب سنة ثمان وخمسين وستمائة، فكان لبثها خرابا ثلاثا وثلاثين سنة تقريبا.

وفى شوال منها شرع فى عمارة قلعة دمشق وبناء الأدر السلطانية، والطارمة (٢)، والقبة الزرقاء، حسب ما رسم الأشرف لنائبه سنجر الشجاعى.

وفيها، زاد الشجاعى فى الميدان الصغير تقدير سدسه من جهة نهر بردى، وعمل فى عمارة حيطانه جميع الأمراء والجند وأكثر أهل دمشق، وعمل فيه الشجاعى بنفسه، ففرغ فى يومين.

وفى رمضان (٣)، رسم الشجاعى أن يخرب جسر الزلابية والدكاكين التى عليه وخرب جميع ما هو مبنى على نهر بانياس ونهر المجدول، وذلك من باب السر إلى حد باب الميدان.

ورسم أيضا أن لا يمشى أحد بعد العشاء بدمشق، وأن تغلق الدكاكين بسرعة، وكان الأعوان (٤) يدورون بعد العشاء ويمسكون من يجدونه بعد العشاء،


(١) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ١٧٣ أ.
(٢) طارمة - طارمات: لفظه فارسية الأصل، ويقصد بها بيت من خشب يبنى سقفه على هيئة قبة لجلوس السلطان - المواعظ والإعتبار ج‍ ١ ص ٣٥، ج ٢ ص ٤٤٤.
(٣) «وفى ثانى شوال» تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٢٨.
(٤) «الأعونة» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>