وساوس وظنون وأوهام وأحقاد وتشجيع على المكايد والآثام والظلمات .. وفي طريقنا جميعا .. لكل هذا أمرنا بهاتين السورتين صباحا ومساءا وقاية تامة جدا، إضافة لسورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(الإخلاص: ١ - ٤)، التي تعني الارتباط بمن له كل الأمر وحده وهو الله، ومن بيده الخلائق .. من إليه تعمد الخلائق فقيرة محتاجة .. ليس له كفؤ في قدرته وأسمائه وصفاته أبدا .. في حفظه .. في لطفه ..
وقد ثبت أنه لا أفضل من هذه التعاويذ .. ولما نزلت هذه السور الثلاث ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سواها وحافظ على هذه السور الثلاث (١) .. فعليك بالاقتداء به تسلم.
الآن إذاً: بادر إلى محاربة الطابور السادس بهذه الثلاثة الأسلحة .. سور الإخلاص .. الفلق .. الناس، ثلاثا إذا أصبحت وثلاثا إذا أمسيت.
(١) - أخرجه النسائي في الكبرى برقم (٧٨٠٤) والترمذي برقم (٢٠٥٨) عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما. قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب. قلت: هو حسن صحيح، وقد ورد في فضلهما غير هذا من الأحاديث الصحيحة التي تدل على كثرة قراءته صلى الله عليه وسلم لهذه السور الثلاث.