وهذه الخصلة من الكفاءة مطلوبة ضرورة إذ لا يمكن لمن لا يستطيع التدريس عمليا أن يوظف مدرسا ولو كان مؤهلا، وقد قال صلى الله عليه وسلم «إنك ضعيف وإنها أمانة» ومعنى الضعف جار هنا. وأما اشتراط الخلق فهو شرط يفسره ما بعده في قولنا «ولا متهتك». وسيء الخلق هو الفاحش البذيء والمتهتك هو عديم الالتزام بالقيم دينا وعرفا. ومن كان هذا حاله آذى الناس وضر، ولا بد من دفع ضرره وأذاه؛ لأن ذلك أمر شرعي ودفعه هنا اشتراط حسن الخلق والسلوك والحفاظ على الشعائر والقيم الدينية والمجتمعية، وهي ما تسمى عند الفقهاء «العدالة». (١) - قولنا «وقد قرص رسول الله .. » الحديث متفق عليه (البخاري برقم ١٨٣، ومسلم برقم ١٨٢٥) واللفظ له، عن ابن عباس أنه بات ليلة عند ميمونة أم المؤمنين -وهى خالته- قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام فصلى. قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح.