(٢) - قولنا «فهو شاهد زور» وهي من أكبر الكبائر للحديث الذي أخرجه البخاري برقم ٥٩٧٦ ومسلم برقم ٢٦٩، واللفظ له، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر -ثلاثا- الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. ولقوله تعالى (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: ٣٠). (٣) - قولنا «وهو رشوة» لأنه دفع مال لآخر في باطل طلبا لموافقته عليه، وفي النص «لعن الله الراشي والمرتشي»، وهذا الحديث حسن صحيح، أخرجه أبو داود برقم ٣٥٨٢ بسند حسن عن عبدالله بن عمر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. وإنما حسناه لأجل الحارث بن عبدالرحمن، وهو صدوق كما قال الحافظ وغيره. ورواه الترمذي برقم ١٣٣٧، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه كذلك بسند حسن من حديث أبي هريرة، وإنما حسناه لأجل عمر بن أبي سلمة فإنه صدوق، ولأجل هذين الحديثين قال الترمذي: حسن صحيح، فجمع بين الوصفين وهما الحُسْن باعتبار السند وبين الصحة باعتبار الحديثين فيكون حسنا لذاته صحيحا لغيره كما هو معلوم في هذا الفن، وقد اكتفى الألباني بقوله: صحيح. وقول الترمذي أجمع.