للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال الشيخ (١): «وعلى ما قدّره سيبويه لا يصح أن تكون خمستهم خبرا سواء كان بمعنى كلّهم أو بمعنى وحدهم على مذهب سيبويه في وحدهم من جهة أنه لا يصحّ أن تقول: زيد وحده، والقوم خمستهم بالرفع يعني في خمستهم. وقد نقلوا أن العرب قالت: زيد وحده والقوم خمستهم بالرّفع والنّصب، فوجب قبوله وإن خالف رأي سيبويه أو غيره».

الثالثة:

لا يجوز: زيد [١/ ٣٧٧] دونك بالرفع عند سيبويه وأنت تريد المكان وأجازه غيره.

قال ابن إصبع (٢): وقال الفرّاء: سواك ومكانك وبدلك ونحوك ودونك لا تجعل أسماء مرفوعة، فإذا قالوا: قاموا سواك وبدلك ومكانك ونحوك ودونك نصبوا ولم يرفعوا على اختيار وربّما رفعوا (٣)».

وقال سيبويه (٤): «أما دونك فلا يرفع أبدا؛ لأنّه مثل، وإن قيل: هو دونك في السّنّ والنّسب؛ لأن هذا مثل كما أن قولهم: هذا مكان هذا في البدل ذكر مثلا».

الرابعة:

لا يجوز: زيد مثل عمرو بالنصب عند أحد من البصريين، وأجازه الكوفيون (٥)، وذلك أن مثلك عندهم من القسم الثاني من قسمة الحال، وهو قرنك وسنّك وشبهك ولدتك ومثلك إذا وقع طلبا أو نعتا جاز أن يعرب إعراب الأسماء، وجاز أن ينصب، تقول: زيد سنّك وسنّك، ومررت برجل مثلك ومثلك؛ فإذا وقع فاعلا رفع ولم ينصب نحو: قام مثلك وسنك؛ ولتجويزهم أن مثلك يكون محلّا أجازوا أن يقع صلة لموصول، ولا ينصب شيء من ذلك عند البصريين إلا إذا كان تابعا لمنصوب أو معمولا لناصب، وليس نصبه نصب الظرف. -


(١) التذييل والتكميل (٤/ ٧٩).
(٢) هو أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن محمد بن أصبغ القرطبي الأزدي المعروف بابن المناصف شيخ العربية وواحد زمانه بإفريقية، ولي قضاء دانية وغيرها، روى عنه القاضي أبو القاسم بن ربيع. قال السيوطي: أملى علي قول سيبويه «هذا باب علم ما الكلم من العربية» عشرين
كراسة. توفي سنة (٦٢٧ هـ) وقيل: سنة (٦٢١ هـ) (ترجمته في بغية الوعاة: ١/ ٤٢١).
(٣) التذييل والتكميل (٤/ ٨٠) ولم أجد هذا النص المنسوب للفراء في معاني القرآن له.
(٤) الكتاب (١/ ٤٠٩) وهو بنصه تقريبا.
(٥) التذييل والتكميل (٤/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>