للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قوله تعالى: وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ (١) ولا شك أن هذا ماض لفظا ومعنى مقطوع بوقوعه صلة وخبرا.

وقد تأولوا هذا على معنى التبين كأنه قيل: وما يتبين إصابته إياكم [١/ ٣٨٧] وما يتبين إفاءة الله على رسوله منهم، ونظير ذلك قوله تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ (٢) أي إن يتبين كون قميصه قد من قبل.

الرابعة:

أن الفاء لا تدخل على خبر شيء غير الذي ذكر في هذا الفصل، وقد خالف الأخفش في ذلك، وأجاز دخول الفاء على خبر المبتدأ الذي لا يشبه أداة الشرط نحو:

زيد فمنطلق، وزعم أنهم يقولون: أخوك فوجد (٣). ومثل ما زعم قول الشاعر:

٦٦٢ - [يموت أناس أو يشيب فتاهم] ... ويحدث ناس والصّغير فيكبر (٤)

قال المصنف (٥): ورأيه في ذلك ضعيف (٦)؛ لأنه لم يرد به سماع ولا حجة له -


- قال: والذي نذهب إليه أنه يجوز دخول الفاء في الخبر والصلة ماضية من جهة المعنى؛ لورود هذه الآية، ولقوله تعالى: وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى
رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ
[الحشر: ٦] ومعلوم أن هذا ماض مقطوع بوقوعه صلة وخبرا، ويكون ذلك على تأويل وما يتبين إصابته إياكم كما تأولوا:
إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ [يوسف: ٢٦] أي إن تبيّن كون قميصه قدّ ... إلخ، ثم ذكر عدة آيات أخرى.
(١) سورة الحشر: ٦.
(٢) سورةيوسف: ٢٦.
(٣) قال الأخفش في كتابه: معاني القرآن (ص ٩٣) تحقيق عند تفسير قوله تعالى: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام: ٥٤].
قال: «يشبه أن تكون الفاء زائدة كزيادة ما ويكون الّذي بعده الفاء بدلا من التي قبلها، وأجوده أن تكسر إن وأن تجعل الفاء جوابا للمجازاة، وزعموا أنهم يقولون: أخوك فوجد بل أخوك فجهد يريدون:
أخوك وجد بل أخوك جهد فيزيدون الفاء».
(٤) البيت من بحر الطويل، وهو من تأملات الشاعر في الحياة، ولم أعثر له على قائل.
ويستشهد به على زيادة الفاء في خبر المبتدأ في قوله: والصغير فيكبر دون أن يكون المبتدأ اسما موصولا أو مضافا إلى اسم موصول أو موصوفا به، وهو المبتدأ الذي يشبه اسم الشرط.
والبيت في: التذييل والتكميل (٤/ ١٠٤) ومعجم الشواهد (ص ١٥٢).
(٥) شرح التسهيل (١/ ٣٣٠).
(٦) قال السيرافي في شرحه لكتاب سيبويه: (٢/ ٧٠٥) (رسالة دكتوراه بكلية اللغة): «قد تقدّم من قول سيبويه أنه لا يجوز أن تقول: زيد فاضربه كما لا يجوز أن تقول: زيد فمنطلق وزيد فله درهم. والذي أبطل -

<<  <  ج: ص:  >  >>