للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ممتنع، وجائز، وواجب:

قال المصنف (١): توسيط الخبر كقوله تعالى: فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا * (٢) والاستشهاد بهذا أولى من الاستشهاد بقوله تعالى: وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٣) لأن بعض القراء أجاز الوقف على حقّا ناويا في كان ضميرا (٤).

وأمثلة التوسيط في غير كان من أخواتها سهلة فاستغنى عن ذكرها.

والتوسيط أيضا جائز مع ليس ودام وإن كانا لا يتصرفان لأن الأقل محمول على الأكثر.

ومثال ذلك مع ليس: قول الشاعر:

٧١٦ - سلي إن جهلت النّاس عنّا وعنهم ... فليس سواء عالم وجهول (٥)

-


(١) انظر شرح التسهيل له (١/ ٣٤٨).
(٢) سورة النمل: ٥٦، والعنكبوت: ٢٤، ٢٩.
(٣) سورة الروم: ٤٧.
(٤) قال أبو حيان (البحر المحيط: ٧/ ١٧٨): «والظاهر أن حقّا خبر كان ونصر المؤمنين الاسم وأخر لكون ما تعلق به فاصلة للاهتمام بالجزاء إذ هو محط الفائدة».
وقال الزمخشري: «وقد يوقف على حقّا ومعناه: وكان الانتقام منهم حقّا ثم يبتدئ: علينا نصر المؤمنين» انتهى.
قال أبو حيان: «وفي الوقف على (وكان حقّا) بيان أنه لم يكن الانتقام ظلما بل عدلا لأنه لم يكن إلا بعد كون بقائهم غير مفيد إلا زيادة الإثم
وولادة الفاجر الكافر فكان عدمهم خيرا من وجودهم الخبيث».
(٥) البيت من بحر الطويل من قصيدة في الفخر للسموأل بن عادياء اليهودي وهي مشهورة تناولتها كتب الأدب ومختارات الشعر. انظر الأمالي لأبي علي القالي (١/ ٣١٩)، شرح ديوان الحماسة (١/ ١٢٣).
وهي أيضا في ديوان عروة بن الورد والسموأل (ص ٩٠) وقبل بيت الشاهد قوله:
وأيّامنا مشهورة في عدوّنا ... لها غرر معلومة وحجول
وأسيافنا في كلّ غرب ومشرق ... بها من قراع الدّار غين قلول
والشاهد في البيت قوله: «فليس سواء عالم وجهول» حيث توسط خبر ليس بينها وبين اسمها.
قال ابن مالك: هو جائز بإجماع، أقول: ولكن خرج من هذا الإجماع ابن درستويه فمنع توسط الخبر وانظر الشرح قريبا.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٤٩) وفي التذييل والتكميل (٤/ ١٧٠) وفي معجم الشواهد (ص ٢٨٥).
ترجمة السموأل: هو السموأل بن غريض بن عادياء اليهودي الأزدي شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر في شمال المدينة كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق أشهر شعره لاميته التي منها بيت الشاهد وأولها:
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل
وهو الذي كانت له قصة وفاء مع امرئ القيس. وشعره مطبوع في ديوان واحد مع عروة بن الورد.
وانظر ترجمته في الأعلام (٣/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>