للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يتعلق بها لكان ذلك مفضلا للأضعف على الأقوى فوجب الاقتصار عليه.

وعضد قوم (١) جواز تقديم خبر ليس ب أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (٢) قالوا: لأن يوم معمول مصروفا ولا

يقع المعمول إلا حيث يقع العامل.

ولنا أربعة أجوبة (٣):

أحدها: أن المعمول قد يقع حيث لا يقع العامل نحو أما زيدا فاضرب وعمرا لا تهن وحقك لن أضيع فكما لم يلزم من تقديم معمول الفعل بعد أما تقديم الفعل ولا من تقديم معمول المجزوم والمنصوب على لا ولن تقديمهما عليهما كذلك لا يلزم من تقديم معمول خبر ليس تقديم الخبر.

الثاني: أن يجعل يوم منصوبا بفعل مضمر لأن قبله ما يَحْبِسُهُ (٤) فيوم يأتيهم جواب كأنه قال يعرفون يوم يأتيهم وليس مصروفا جملة حالية مؤكدة أو مستأنفة.

الثالث: أن يكون يوم مبتدأ مبني لإضافته إلى الجملة فذلك شائع مع المضارع كشيوعه مع الماضي.

وللاحتجاج على بناء المضاف إلى المضارع موضع آخر.

الرابع: أن نسلم أن انتصاب يوم بمصروفا لأن الظروف يتوسع فيها بما لا يتوسع في غيرها ولذلك جاز ما غدا زيد ذاهبا ولم يجز ما طعامك زيد آكلا (٥).

[٢/ ٢٥] وجاز: أغدا تقول: زيدا منطلقا، ولم يجز: أنت تقول: زيدا منطلقا. هذا آخر كلام المصنف رحمه الله تعالى (٦). -


(١) هم الذين أجازوا تقديم خبر ليس عليها وهم السيرافي والفارسي وابن برهان والزمخشري.
(٢) سورة هود: ٨، وهي: وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ.
(٣) انظر شرح التسهيل (١/ ٣٥٤) وفيه الأجوبة الثلاثة الأولى فقط وأما الرابع فلا يوجد في هذه النسخة اليتيمة بدار الكتب.
(٤) أي في الآية وهو قوله: لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ ...
(٥) في المثال الأول فصل بين ما واسمها بالظرف المتعلق بالخبر وفي الثاني فصل بينهما بمفعول الخبر.
(٦) انظر: شرح التسهيل (١/ ٣٥٤) ما عدا الوجه الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>