(٢) البيت من بحر الوافر وهو مطلع قصيدة للقطامي يمدح بها زفر بن الحارث الكلابي (سيد شريف من ولد يزيد بن الصعق) وسبب مدحه أن القطامي كان أسيرا عند بني أسد فخلصه زفر من الأسر وحمله وأعطاه مائة ناقة وقد بدأ قصيدته بغزل رقيق وبعد المطلع السابق قوله: قفي فادي أسيرك إنّ قومي ... وقومك لا أرى لهم اجتماعا وكيف تجامع مع ما استحلّا ... من الحرم العظام وما أضاعا انظر القصيدة وبيت الشاهد في ديوان القطامي (ص ٣١). اللغة: ضباعا: مرخم ضباعة وعلى هذا الترخيم استشهد سيبويه بالبيت (٢/ ٢٤٣) وهو علم على بنت زفر بن الحارث الذي مدحه هكذا قال شراح البيت ولعلها كانت صغيرة. الشاهد فيه قوله: «ولا يك موقف منك الوداعا» حيث جاء اسم كان نكرة والخبر معرفة وأجازه ابن مالك ومنعه قوم وخرجوا البيت على أن روايته: ولا يك موقفي وعليه فالاسم معرفة كالخبر. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٥٦) وفي التذييل والتكميل (٤/ ١٨٥) ومعجم الشواهد (ص ٢١٤). (٣) وإذا كان هذا تخريج النحاة فإن البلاغيين خرجوه على غير ذلك، قال السكاكي: وأما: ولا يك موقف منك الوداعا، وقوله: يكون مزاجها عسل وماء وبيت الكتاب فمحمول على منوال عرضت الناقة على الحوض. وأصل الاستعمال: ولا يك موقفا منك الوداع، ويكون مزاجها عسلا وماء وظبيا كان أمك أم حمارا. قال: ولا تخطئ إحداها هنا فيخطئ ابن أخت خالتك (أنت) فذلك مما يورث الكلام ملاحة ولا يشجع عليه إلا كمال البلاغة تأتي في الكلام والأشعار والتنزيل يقولون: عرضت الناقة على الحوض ويقول رؤبة: ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأنّ لون أرضه سماؤه وفي التذييل: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى [النجم: ٨] يحمل على تدلى فدنى (مفتاح العلوم للسكاكي: ص ٩١).