للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

المراغة سكران ولم يرد أن يقول: أكان سكران من السكارى يعرف بابن المراغة.

ومثله قول الآخر:

٧٢٧ - فإنّك لا تبالي بعد حول ... أظبي كان أمّك أم حمار (١)

فأخبر عن ضمير الظبي وهو نكرة بأمك وهو معرفة ثم قال (٢):

«وينبغي أن يعلم أن النكرة المختصة تنزل من النكرة غير المختصة منزلة المعرفة من النكرة فلا يجوز كان رجلا من إخوتك غلام كما لا يجوز كان زيدا غلام وكذلك جعل سيبويه قول الشاعر:

٧٢٨ - وإنّ شفاء عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معوّل (٣)

ضرورة (٤) لأنه أخبر عن شفاء وهو نكرة غير مختصة بعبرة وهي مختصة -


(١) البيت من بحر الوافر نسبه سيبويه (١/ ٤٨) إلى خداش بن زهير.
اللغة: لا تبالي: لا تعرف ولا يهمك أن تعرف. حول: عام. الظّبي والحمار: من الحيوانات التي يضرب بها المثل في الخسة. أمك: أصلك.
المعنى: يصف الشاعر تغير الأحوال واختلاف الزمان فيقول: بعض الناس حين يقوم بنفسه ويستغني عن أبويه لا يهمه بعد ذلك أصله سواء كان شريفا أو وضيعا.
الشاهد فيه قوله: «أظبي كان أمك أم حمار» حيث جعل اسم كان نكرة (ضمير النكرة) والخبر معرفة ضرورة.
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ١٩٣) وفي معجم الشواهد (ص ١٦٦). وفي شرح الجمل (١/ ٣٩٠).
(٢) أي ابن عصفور وانظر شرح الجمل له (١/ ٣٩١).
(٣) البيت من بحر الطويل سادس أبيات معلقة امرئ القيس المشهورة (سبق الحديث عنها في هذا التحقيق) وقبل بيت الشاهد قوله (ديوان امرئ القيس ص ٩).
كأني غداة البين يوم تحمّلوا ... لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون لا تهلك أسى وتحمّل
اللغة: العبرة: الدمعة. مهراقة: مصبوبة فعلها أهرق. الرّسم الدّارس: الأثر المطموس. معوّل: مصدر عول بمعنى أعول بكى. والمعنى: فهل من باك أو هو مصدر عول على كذا اعتمد عليه والمعنى فهل من معين.
المعنى: يذكر امرؤ القيس أنه يبكي على أحبابه ولا يعينه أحد فيردهم إليه فهل يجدى البكاء وينفع العويل؟
والشاهد فيه قوله: «وإن شفاء عبرة مهراقة» حيث جاء اسم إن نكرة غير مختصة والخبر نكرة مختصة وهو ضرورة كما قال سيبويه. ورواية الديوان: إن شفائي وعليها فلا شاهد في البيت. والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٠٣) وفي شرح الجمل (١/ ٣٩١).
(٤) انظر الكتاب (٢/ ١٤٢) ولم يصرح سيبويه بأنه ضرورة، وإنما قال: هذا أحسن من إن قريبا منك زيد لأنهما نكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>