للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالوصف (١).

ومن هذا القبيل قول [٢/ ٣١] الآخر:

٧٢٩ - كأنّ سبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء (٢)

فجعل عسلا وماء اسمين ليكون وهما نكرتان غير مختصتين وجعل مزاجها خبرا وهو مضاف إلى ضمير سبيئة والسبيئة نكرة مختصة وقد تبين أن ضمير النكرة يتنزل منزلة النكرة فمزاجها أخص من عسل وماء وقد جعل خبرا للضرورة».

ثم قال (٣): «هذا حكم النكرة مع المعرفة إذا اجتمعا في هذا الباب ما لم يكن للنكرة مسوغ للإخبار عنها وذلك بأن تكون النكرة اسم استفهام فإنه يجوز الإخبار عنها بالمعرفة لأن اسم الاستفهام فيه عموم، ألا ترى أنه يسأل عن الواحد فصاعدا والعموم من مسوغات الإخبار عن النكرة فكذلك الاستفهام ولذلك أجاز سيبويه (٤) أن يكون أرضك خبرا لكم من قولهم: كم جريبا أرضك.

ومما جاء من هذا الباب: من كان أخاك وما جاءت حاجتك، حكاهما سيبويه بنصب الأخ والحاجة (٥) وهما معرفتان قد أخبر بهما عن ضمير من وما الاستفهاميتين.

واسم الاستفهام نكرة وضمير النكرة كما تقدم في الإخبار بمنزلة النكرة بمنزلة النكرة» انتهى (٦) وفي شرح الشيخ بعد أن ذكر البيت المختوم بقوله:

٧٣٠ - ... أظبي كان أمّك أم حمار

«وبهذا ونحوه استدلّ سيبويه على جعل الاسم نكرة والخبر معرفة» انتهى (٧) وهذا يحقق ما قرره ابن عصفور. -


(١) كلمة بالوصف غير موجودة بنسخة الأصل.
(٢) البيت من بحر الوافر من قصيدة لحسان بن ثابت وقد سبق الاستشهاد به قريبا. وشاهده هنا: مجيء خبر كان نكرة وهو وإن كان مضافا إلى ضمير إلا أن هذا الضمير ضمير نكرة ولكنها مختصة بوصف فهو نوع تعريف بخلاف الاسم فهو نكرة محضة وهذا كله في قوله: يكون مزاجها (بالنصب) عسل وماء وهذا ضرورة وابن مالك فيما سبق جعل مزاجها معرفة دون تفصيل وأجاز ذلك.
(٣) القائل هو ابن عصفور انظر شرح الجمل له (١/ ٣٩٢).
(٤) بحثت عن هذا النص في كتاب سيبويه في باب كم (٢/ ١٥٦) وما بعدها وفي غيره فلم أجده.
(٥) انظر الكتاب (١/ ٥٠، ٥١).
(٦) شرح الجمل لابن عصفور (١/ ٣٩٣).
(٧) التذييل والتكميل (٤/ ١٩٣) وكتاب سيبويه (١/ ٤٨، ٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>