للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لا يعنيان بالزيادة ما فهمه النحويون عنهما، إنما أراد بالزيادة أنه لو لم تدخل هذه الجملة بين جيران وكرام لفهم أن هؤلاء القوم كانوا جيرانه فيما مضى وأنه قد فارقهم، فالجيرة كانت في الزمان الماضي فجيء بقوله: كانوا لنا على هذا المعنى فلا يستفاد منها إلا تأكيد ما فهم من المعنى قبل دخولها فأطلق عليها الزيادة بهذا المعنى.

ويدل على أنه يصف حالا ماضية قبل هذا البيت:

٧٥٧ - هل أنتم عائجون بنا لعنّا ... نرى العرصات أو أثر الخيام (١)

ذكره الشيخ (٢) ثم قال: ولا يمتنع أيضا أن يكون قوله: كانوا التامة ويكون على حذف مضاف أي وجدت جيرتهم في الزمان الماضي ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وتكون الجملة صفة ويكون معنى الزيادة على ما قرر بتقدير أنّها النّاقصة» انتهى (٣).

وأما مضارع كان: فقال المصنف: وشذت زيادة تكون في قول أم عقيل (٤) ابن أبي طالب:

٧٥٨ - أنت تكون ماجد نبيل ... إذا تهبّ شمأل بليل (٥)

-


(١) البيت من بحر الوافر وهو مطلع قصيدة للفرزدق سبق الحديث عنها قبل شاهدين فقط وهي في ديوانه (١/ ٢٩١).
اللغة: عائجون: جمع مفرده عائج، وفعله عاج يقال عاج بالديار إذا مر بها. لعنّا: لغة في لعلنا.
العرصات: جمع عرصة وهي ساحة الدار.
والمعنى: يطلب الفرزدق من أصحابه أن يمروا به على ديار أحبابه لعله يراهم إن كانوا مقيمين فيها وإن كانوا قد رحلوا عنها رأى آثارهم فيها فيطمئن قلبه ويبرد شوقه، وليس في البيت شاهد نحوي إلا أن الشارح يستدل به على أن الشاعر يتحدث عن قوم كانوا جيرانا له ثم ارتحلوا.
والبيت في التذييل والتكميل (٤/ ٢٢١) وفي معجم الشواهد (ص ٣٧٠).
(٢) التذييل والتكميل (٤/ ٢٢١) وما بعدها.
(٣) المرجع السابق وقد تدخل الشارح ببعض اختصار وتوضيح.
(٤) هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية أول هاشمية ولدت خليفة وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وإخوته (عقيل وجعفر) نشأت في الجاهلية بمكة وتزوجت بأبي طالب وأسلمت بعد وفاته، فكان النبي يزورها ويقيل في بيتها ثم هاجرت إلى المدينة مع أبنائها وماتت بها (سنة ٥ هـ) فكفنها النبي صلّى الله عليه وسلّم بقميصه، واضطجع بقبرها، وقال: لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بي منها. وقبرها بالبقيع كان تحت قبة عثمان بن عفان. (انظر الأعلام للزركلي (٥/ ١٣) طبعة دار العلم للملايين - بيروت).
(٥) البيتان من الرجز المشطور لفاطمة بنت أسد ترقص ابنها عقيل بن أبي طالب وتمدحه بما ترجوه منه -

<<  <  ج: ص:  >  >>