للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قول المصنف: فالتزم حذفها معوّضا منها ما بعد أن كثيرا وبعد إن قليلا فهو إشارة إلى الحالتين الأخريين أعني الثالثة والرابعة وهما أن تحذف كان وحدها ويبقى معمولاها وأن تحذف مع المعمولين ولكن الحذف عوض في

الحالتين وكذا كان الحذف فيهما واجبا كما أفهمه قوله: والتزم حذفها إلى آخره أي آخره أي إن كان تحذف وجوبا معوضا منها ما بعد أن المصدرية الناصبة وبعد إن الشرطية. ولما كانت ما عوضا لم يجز حذفها.

أما الحذف مع بقاء المعمولين (١) وذلك بعد أن المصدرية (٢) فنحو قول الشاعر [٢/ ٤٥]:

٧٧٢ - أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع (٣)

أراد: لأن كنت فحذفت اللام فبقى أن كنت ثم حذف كان وجاء بالضمير المنفصل خلفا من المتصل وبما قبله عوضا من كان والتزام حذفها لئلا يجمع بين العوض والمعوض عنه.

ومثل أما أنت ذا نفر: أما أنت مرتحلا من قول الشاعر: -


(١) وهي الحالة الثالثة من الأحوال التي ذكرها.
(٢) ذهب الكوفيون إلى أنّ أن هذه أداة شرط كإن المكسورة الهمزة.
قال ابن هشام: ويرجحه عندي أمور:
الأول: توارد المكسورة والمفتوحة على المحل الواحد والأصل التوافق فقد قرأ بالوجهين قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى [البقرة: ٢٨٢]. الثاني: مجيء الفاء بعدها كثيرا كقول الشاعر: أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... إلخ البيت الآتي بعد.
الثالث: عطفها على إن المكسورة كما في قول الشاعر:
أما أقمت وأما أنت مرتحلا ... ......
إلخ فلو كانت مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة (المغني: ١/ ٣٥، ٣٦).
(٣) البيت من بحر البسيط قاله العباس بن مرداس وأمه الخنساء الشاعرة يفتخر على خفاف (بزنة غراب) ابن ندبة وهي أمه وبعد بيت الشاهد قوله: (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص ١٢٨)
السّلم تأخذ منها ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع
اللغة: أبا خراشة: كنية خفاف بن ندبة المهجو، أسلم وشهد فتح مكة وبقي إلى زمان عمر.
ذا نفر: ذا رهط من الرجال كثير. الضبع: الحيوان المعروف ويستعار للسنين المجدبة لأن الضبع تقع على الغنم فتفسدها.
والمعنى: لا تتكبر عليّ يا أبا خراشة فإن قومي شجعان أقوياء.
والشاهد فيه قوله: أما أنت ذا نفر، حيث حذف الشاعر كان وعوض عنها ما وأبقى اسمها وخبرها وأصل الكلام: فخرت عليّ لأن كنت ذا نفر وانظر الباقي في الشرح. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٦٥)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٣٢)، ومعجم الشواهد (ص ٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>