(٢) ذهب الكوفيون إلى أنّ أن هذه أداة شرط كإن المكسورة الهمزة. قال ابن هشام: ويرجحه عندي أمور: الأول: توارد المكسورة والمفتوحة على المحل الواحد والأصل التوافق فقد قرأ بالوجهين قوله تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى [البقرة: ٢٨٢]. الثاني: مجيء الفاء بعدها كثيرا كقول الشاعر: أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... إلخ البيت الآتي بعد. الثالث: عطفها على إن المكسورة كما في قول الشاعر: أما أقمت وأما أنت مرتحلا ... ...... إلخ فلو كانت مصدرية لزم عطف المفرد على الجملة (المغني: ١/ ٣٥، ٣٦). (٣) البيت من بحر البسيط قاله العباس بن مرداس وأمه الخنساء الشاعرة يفتخر على خفاف (بزنة غراب) ابن ندبة وهي أمه وبعد بيت الشاهد قوله: (ديوان العباس بن مرداس السلمي ص ١٢٨) السّلم تأخذ منها ما رضيت به ... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع اللغة: أبا خراشة: كنية خفاف بن ندبة المهجو، أسلم وشهد فتح مكة وبقي إلى زمان عمر. ذا نفر: ذا رهط من الرجال كثير. الضبع: الحيوان المعروف ويستعار للسنين المجدبة لأن الضبع تقع على الغنم فتفسدها. والمعنى: لا تتكبر عليّ يا أبا خراشة فإن قومي شجعان أقوياء. والشاهد فيه قوله: أما أنت ذا نفر، حيث حذف الشاعر كان وعوض عنها ما وأبقى اسمها وخبرها وأصل الكلام: فخرت عليّ لأن كنت ذا نفر وانظر الباقي في الشرح. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٦٥)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٣٢)، ومعجم الشواهد (ص ٢٢٥).