للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الحذف عند سيبويه (١) ولم يمتنع عند يونس (٢).

وبقوله أقول [٢/ ٤٦] لأن هذه النون إنما حذفت للتخفيف وثقل اللفظ فالحذف حينئذ أولى إلا أن الثبوت دون ساكن ومع ساكن أكثر من الحذف فلذلك جاء القرآن العزيز بالثبوت مع الساكن في قوله تعالى: ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ (٣) وفي قوله: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا (٤).

وقد استعملت العرب الحذف قبل الساكن كثيرا ومنه قول الشاعر:

٧٧٥ - لم يك الحقّ سوى أن هاجه ... رسم دار قد تعفّى بالسّرر (٥)

وقول الآخر:

٧٧٦ - فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ... فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم (٦)

وقول الآخر:

٧٧٧ - إذا لم تك الحاجات من همّة الفتى ... فليس بمغن عنه عقد التّمائم (٧)

-


(١) انظر الكتاب (٤/ ١٨٤) قال سيبويه: قالوا لا أدر في الوقف لأنه كثر في كلامهم فهو شاذ كما قالوا: لم يك شبهت النون بالياء حيث سكنت ولا يقولون لم يك الرجل لأنها في موضع تحرك فلم تشبه بلا أدر.
وقد أسند الرضي في شرح الكافية (٢/ ٣٠٠) امتناع حذف النون عند ملاقاة الساكن إلى سيبويه.
وأسنده السيوطي في الهمع (١/ ١٢٢) إلى الجمهور.
(٢) اشتهر إسناد جواز حذف نون يكن عند ملاقاة الساكن إلى يونس وموافقة ابن مالك له. انظر ذلك في الهمع (١/ ١٢٢)، والتصريح (١/ ١٩٦)، والتذييل والتكميل (٤/ ٢٣٧).
(٣) سورة النساء: ١٣٧ وأولها: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ.
(٤) سورة البينة: ١.
(٥) البيت من بحر الرمل قائله حسيل بن عرفطة شاعر جاهلي.
اللغة: تعفّى: درس واندثر. السّرر: بفتحتين اسم موضع.
ويستشهد به ابن مالك على جواز حذف نون يكن حال جزمه وإن وليه ساكن وهو تابع لمذهب يونس في ذلك، ومذهب سيبويه والجمهور امتناع الحذف في مثل ذلك وهذا البيت ضرورة.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٦٧) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٣٦) وفي معجم الشواهد (ص ١٣٣).
(٦) البيت من بحر الطويل وهو للخنجر بن صخر الأسدي يفتخر بشجاعته وقوته وإن قبح منظره.
وشاهده: كالذي قبله.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٦٧) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٢٣٧) وفي معجم الشواهد (ص ٣٦٠).
(٧) البيت من بحر الطويل، الشاعر مجهول ينصح ويرشد فيقول: يجب على المرء أن تكون عنده العزيمة القوية لاقتحام الأمور وخوض الأمور وخوض الصعاب وإن ينبع ذلك من داخل نفسه لأن ذلك لا -

<<  <  ج: ص:  >  >>