للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قولك إنّ عبد الله أخوك لأنها ليست بفعل».

فهذا نص صريح منه على أن النصب لا يكون في الخبر مقدما على الاسم.

وأما: وإذ ما مثلهم بشر فإنّ سيبويه لم يورده مستشهدا به بل قال:

«وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق:

٨٠١ - فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر (١)

وهذا لا يكاد يعرف».

وأما بيت الفرزدق ففيه أقوال للنحاة: ذكر ابن عصفور أنها سبعة (٢):

قال: «منهم من جعله شاذّا وهو سيبويه» (٣).

قلت (٤): ويعضد كونه شاذّا تسوية سيبويه بينه وبين قول من قال:

ملحفة جديدة بالتاء وبين قول من قال: «ولات حين مناص» بالرفع (٥).

ومنهم من قال (٦): البيت للفرزدق فاستعمل لغة غيره فغلط لأنه قاس النصب مع التقديم على النصب مع التأخير وهو باطل لأن العربي إذا جاز له القياس على لغة غيره جاز له القياس في لغته فيؤدي ذلك إلى فساد لغته».


(١) البيت من بحر البسيط. سبق الاستشهاد به قريبا ومعركة النحاة فيه طويلة عند قوله: وإذ ما مثلهم بشر حيث نصب الفرزدق خبرها مقدما على اسمها وانظر توجيهات ابن عصفور لهذا البيت في الشرح، وقال المبرد بعد أن أنشده:
«الرفع الوجه، وقد نصبه بعض النحويين وذهب إلى أنه خبر مقدم وهذا خطأ فاحش وغلط بين ولكن نصبه يجوز على أن تجعله نعتا مقدما وتضمر الخبر فتنصبه على الحال مثل قولك: فيها قائما رجل وذلك أن النعت لا يجوز قبل المنعوت والحال مفعول فيها والمفعول يكون مقدما ومؤخرا». المقتضب (٤/ ١٩٢).
(٢) انظر هذه التخريجات السبعة في شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٥٦) وما بعدها وهي بنصها كما هنا (تحقيق فواز الشغار).
(٣) الكتاب (١/ ٦٠) وسبق قريبا من التحقيق.
(٤) القائل هو ناظر الجيش لا ابن عصفور.
(٥) نصه كما ذكرناه قبل ذلك، قال بعد أن أنشد بيت الفرزدق: وهذا لا يكاد يعرف كما أن «لات حين مناص» كذلك ورب شيء هكذا وهو كقول بعضهم هذه ملحقة جديدة في القلة». الكتاب (١/ ٦٠).
(٦) التخريج الثاني للبيت كما ذكره ابن عصفور ونسبه أبو حيان إلى أبي علي الرندي. التذييل والتكميل (٤/ ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>