للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

شجاعة ألف فارس إذا كانت مجتمعة في فارس كان أولى من افتراقها في أشخاص كثيرة لأنه متى حضر كان بمنزلة ألف فارس وألف فارس إذا تفرقوا قد يكون ذلك سببا لضعفهم.

ومنهم من قال (١): «مثل منصوب على الظرفية فكأنه في الأصل صفة لظرف تقديره قبل الحذف: وإذ ما مكانا مثل مكانهم بشر ثم حذف الموصوف وقامت الصفة مقامه فأعربت بإعرابه فصار إذ ما مثل مكانهم بشر في الوجود وهذا باطل لأن الموصوف لا يحذف إلا إذا كانت الصفة خاصة، ومثل ليس من الصفات الخاصة.

وأن يتقدم ما يدل على المحذوف، ولم يتقدم هنا ما يدل على المحذوف» (٢).

ومنهم من قال (٣): «إن ما هنا لم تعمل شيئا ولا شذوذ في البيت وذلك أن مثلا أضيفت إلى مبني (فبنيت على الفتح) (٤) فصارت بمنزلة قولك: يومئذ وحينئذ وهو الصحيح». هذا آخر كلام ابن عصفور (٥).

وعلم منه أنه لم يوافق المصنف في جواز تقديم خبرها على اسمها لكنه إنما يمنع ذلك حيث يكون الخبر اسما صريحا ويجيز التقديم إذا كان ظرفا أو مجرورا (٦). -


(١) هذا هو التخريج السادس للبيت كما خرجه ابن عصفور.
(٢) قوله: ولم يتقدم هنا ... إلخ ساقطة من شرح الجمل.
(٣) هذا هو التخريج السابع والأخير للبيت قال أبو حيان: وصححه ابن عصفور.
(٤) ما بين القوسين من شرح الجمل لابن عصفور.
(٥) انظر شرح الجمل له (٢/ ٥٧) وهو رسالة دكتوراه في مجلدين كبيرين بجامعة القاهرة. تحقيق د.
صاحب جعفر أبو جناح. وتوجد منه نسخة بجامعة عين شمس.
وقال ابن عصفور في المقرب (١/ ١٠٢) في حديث عن ما: وإنما لم يعملها الحجازيون إلا بشروط ثلاثة:
أحدها: أن يكون الخبر غير موجب والثاني: أن لا يتقدم الخبر على اسمها وليس بظرف ولا مجرور.
والثالث: ألا يفصل بينهما وبين الاسم بإن الزائدة فإن فقد شيء من ذلك رجعوا إلى اللغة التميمية فأما قول الفرزدق:
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
فمثلهم مرفوع إلا أنه مبني على الفتح لإضافته إلى مبني نحو قول الآخر (من الرمل):
فتداعى منخراها بدم ... مثل ما أثمر حمّاض الجبل
(٦) قال ابن عصفور: لا يجوز تقديم خبر ما عليها إذا كان اسما صريحا وغيره يجوز (شرح الجمل: ٢/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>